يبدأ الفيلم بمشاهد وكأنها عشية ليلة الكريسماس، الشتاء القارس يحيط بالمكان، أضواء الرصاص تُضيء عتمة الليل كعرض من عروض ليلة رأس السنة.
الجثث والجرحى في كل مكان، يمنةً ويسرة.
صوت شهيق وزفير متسارع من أثر التعب والخوف.
وفي خضم كل هذا، صوت جندي يصيح صارخاً، قفوا على أقدامكم! ، قفوا على أقدامكم! ، إنكم جنود لاتيفين، وفجأة! ، بووم رصاصة تخترق رأسه.
_______________
التصنيف: دراما/حرب/تاريخ
التقييمات:
IMDB 7.8
Rotten tomatoes 73%
المخرج: Dzintars Dreibergs
سنة العرض: ٢٠١٩
اللغة: لاتيفية
____________________
في ساحة المعركة أنت مجرد رقم، إن قُتلت ستترك جيفةً للنسور وهوام الأرض، أنت تقاتل لتحيا، لا تقاتل لأجل وطن، الوطن سيكون لك هو حضن أُمك الدافئ، زوجتك، أو حتى وسادتك، المعركة ستكون شخصية جدا بالنسبة إليك.
القصة مأخوذة من رواية بإسم (Blizzard of souls) عاصفة الأرواح الثلجية.
وهي قصة حقيقية، تدور أحداث القصة في دولة لاتفيا، بالتحديد عن آرثر إبن السادسة عشر سنين، خلال الحرب العالمية الأولى
ألمانيا تنتشر كالسرطان في الجسد، دولة لاتفيا كانت متنزاعة ما بين الألمان والسوفيت.
نعود إلى آرثر، وبينما هو في حضن أمه الدافئ، إذ بجنود ألمان يطرقون باب المنزل بحثاً عن السوفيت وعن الأطفال وكل ما يمكن تجنيده.
فتخبأه أُمه من الجنود، وبينما يهم الجنود بالرحيل، يُزعجهم نبيح الكلب الموجود بالمنزل، فيقتلوا الكلب ولكن إحدى الرصاصات إستقرت في جسد أم آرثر وأردتها قتيلة.
كان ذلك كفيل لإنضمام آرثر للجيش السوفيتي حتى ينتقم من قتلة حضنه الدافئ، فيُجند هو وأبيه للجيش السوفيتي.
وتبدأ من هنا المغامرة، فالحرب صورتها مغايرة تماما لما بخُلد آرثر، حيث لا مكان لعاطفة.
علاقتك بكل من حولك من جنود تنتهي برصاصة مُخترقة جماجمهم إن كنت محظوظاً، أو إخترقتك أنت إن كنت أقل حظا، هذه هي المعادلة بكل بساطة.
التجنيد:
لكلٍ منهم سببه، منهم من هو ساذج خُم بالخطاب السياسي والوعد الزائف بشرف القِتال وإنقاذ الوطن، ومنهم من قُتلت أمه، أو أحد أفراد عائلته، فأراد الإنتقام.
يبدأ مشوارك بحماس يكاد يزاحم السحاب، وأنت تُنشد الأناشيد والفتيات يُبعثرن ويُنثرن عليك النظرات والبسمات والورود، فتزداد حماساً يزاحم زُحل.
ويا ليت النهايةَ كما البداية، من نثر الورود إلى نثر الأتربة والثلوج، ومن هم أقل حظاً، فهم من نصيب هوام الأرض ووحوشها.
الحرب ليست للأطفال:
الضرورات تبيح المحظورات، فكل ما يمكنه حمل سلاح وضغط زناد، بغض النظر عن عمره وإن دعت الضرورة فحتى عن جنسه، لا مكان لأخلاق ولا فضيلة، كُلنا نصبح مجرد أرقام في معادلة صفرية لا كاسب فيها.
مثلا:
ماذا أنت فاعل إذا قابلت مثل هذا الطفل في ساحة المعركة، فالمحصلة واحدة، القاتل طفل، والمقتول طفل آخر.
بنهاية الحرب العالمية الأولى خسرت لاتفيا ما يزيد عن ١.٢ مليون روح، هكذا فقط، في ظرف أقل من أربعة سنين، وهذه دولة عدد سُكانها لا يزيد عن المليونين، بمعنى أوضح، نصف الشعب بين مكلوم ومُيتم وأرامل.
الإخراج والتصوير:
إخراج جميل، سلس وجاذب جداً للأنظار، مشاهد جميلة، أعطت المُشاهد تجربة سينمائية جميلة وكأنك في ساحة المعركة.
نال الفيلم العديد من الترشيحات والجوائز، في الإخراج والتمثيل والموسيقى، أغلبها جوائز محلية، من ذات الدولة.