مقدمة :-
هل تفقدت صفحتك الشخصية اليوم ؟
تفقدت متابعيك و عدد الاعجابات التي تحصلت عليها منشوراتك ؟
ذلك القالب الافتراضي الذي يمكنك ان تشكله كيفما شئت طالما جميع من حولك يحبوك ….. كل ذلك دون ان تعلم انك عبد تحت رحمة “اعجاباتهم” .
قد تصاب بنشوة الشهرة و تنسى ان كل ذلك مجرد قناع , قناع بذلت كل ما بوسعك لتغطية ما يخفيه وجهك من ندوب , قناع تتشعب جذوره لتحكم قبضته بك حتى تنسيك ما ان كنت ترتديه من الاصل ……
القصة :-
“ميما كيريغوي” مغنية تعلن تقاعدها من فرقة غنائية و تقرر الانخراط في المجال السينمائي , تقبل بعض الادوار لتمثيل في مشاهدة جريئة تتعارض مع صورتها الفنية البريئة و لكن لا هي و لا معجبوها يتقبلون تحولها الفني . تتعرض “ميما” للملاحقة من قبل مترصد غامض و ينقلب عالمها رأسا على عقب بسبب الحواداث المريبة التي تحدث حوليها .
الجوانب الفنية :-
يمتزج الواقع بالخيال و تعيش ميما في كابوس مستمر , تتحول الالوان من دافئة مبهجة الى محمرة شديدة الوهج ترميزا لانزلاق ميما نحو ابعاد مظلمة من انفصال الشخصية و جنون الارتياب
يستعرض لنا “ساتوشي كون” حياة “ميما” الرتيبة بكل تفصيل ممل من غسيل للاواني , الاستماع للموسيقى و مشاهدة التلفاز . كل ذلك في اطار مستمر لمدة تزيد عن الاربعة ذقائق , دخلنا الى عالم ميما من دون اي توضيح مطول عن حالتها الاجتماعية و لا عن عائلتها كل ما تم تقديمه لنا كان جزء من روتينها اليومي الذي قد لا يختلف عن كثير منا فهي تقدس خلوتها و تحاول جاهدة الفصل بين حياتها الفنية و حياتها الشخصية .
لساتوشي كون نظرة متفردة عندما يتعلق الامر بطرق الرسم المستخدمة لخلق عالم “الازرق الكامل” , فمعظم قاطني هذا العالم تفاصيلهم واقعية و تتشابه بشكل كبير مع تفاصيل الاسيويين الواقعية , تحف وجوههم التجاعيد و نظرات باردة . و في المقابل شخصيات الممثلين و كل من يمتهن الفن السينمائي فتفاصيلهم حادة مزيفة , تماما كتلك الدمى التي يلعب لها الاطفال .
تمتزج الموسيقى المستخدمة ما بين الهادئة و الصاخبة تماما كحالة ميما النفسية ف كل تغيير بها يوضح للمشاهد ان ما قد يحدث امامك قد يكون مجرد خيال .
يعتبر هذا الفيلم احد اعظم افلام الرعب النفسي و طريقة عرض احداثة السيريالية احدث ثورة في عالم هيوليوود .