في خيال أقرب للواقع يأتي فيلم هذا الأسبوع Hello World بتقنية الـ CGI أو ما يعرفه البعض بتقنية الـ 3D، ليشبه ألعاب الفيديو بتصاميمه وطريقة تحريكه
تقع أحداثه في مدينة كيوتو/اليابان (التي تعتبر أحد أهم المدن في اليابان) في العام 2027 في عصر ساد فيه حكم الذكاء الإصطناعي وكان الرسم محاكياً للواقع بطريقة مبهرة ليشمل المباني والجامعات والمعابد، إن كنت من محبي الخيال العلمي والسفر عبر الزمن فأنا بالتأكيد أنصحك بهذا الفيلم الممتع…
بدأت القصة بطالب الثانوية كاتاكاقي ناوومي ذو الـ16 عاماً المحب للقراءة تحديداً كتب الخيال العلمي لتأخذه في عزلته بعيداً عن بقية زملائه
إلى تلك اللحظة التي إلتقى فيها بشخص غريب في المعبد، لكن ما أرعبه ظهور هذا الرجل من الفراغ وكيف أنه الوحيد الذي يستطيع رؤية هذا الرجل، حتى أخبرهـ بأنه قادم من المستقبل من بُعد آخر ليغير البيانات المحفوظة في ALLTALE
ALLTALE عبارة عن كمبيوتر لا نهائي السعة الغرض منه تخزين كافة التفاصيل في مدينة كيوتو عن طريق طائرات التحكم عن بعد المنتشرة في أنحاء المدينة لصالح مشروع كيوتو الزمني الذي بدأته جامعة كيوتو بالتعاون مع Pluura بدأً من عام 2020، لكنه يطلب مساعدة ناوومي لأنه كدخيل على هذا البعد فهو لا يستطيع لمس أو تغيير أي شيء وهنا يأتي دور الطائر الغريب…
من الأشياء التي شدت إنتباهي خلال الفيلم الغراب ذو الثلاثة أرجل
وبهذا البحث إزددت علماً عن هذا الكائن من خلال القصص والمعتقدات الغريبة لتحكي الأساطير في شرق آسيا عن هذا المخلوق بأنه رمز للقوة، وفي اليابان تحديداً يسمى بي (Yatagarasu) ويرمز للتدخل الإلهي في عالم البشر، تبعاً للأسطورة التي ذكرته فإن هذا المخلوق مرسل من الإله ليرشد إمبراطور البلاد في تلك الاونة، ولم تقف أسطورة هذا المخلوق عند هذا الحد بل تأصلت في ديانة الشينتو التي يؤمن بها أغلب سكان اليابان، فتجده رمزاً ينقش على بعض المعلقات في معابد الشينتو والبوذية، ليخرج هذا المخلوق من دائرة المعتقدات ويصبح رمزاً جالباً للحظ فتراهـ شعاراً لجمعية كرة القدم اليابانية.
وأيضاً حراس الـALLTALE المكلفين بحفظ نظام تسلسل البيانات الطبيعي من أي تدخل خارجي وتلك الأقنعة التي يضعونها
بحثت عنها أكثر لأجد ما يعرف في الأساطير اليابانية بـ كيتسو ني ( Kitsune ) الذي يعني حرفياً الثعلب، وكثيراّ ما جاء هذا المخلوق في قصصهم الشعبية على أنه كائن أسطوري يتمتع بالذكاء الخالص وغالباً كلما زاد عدد ذيوله دل ذلك على زيادة قوته، حكمته وعمره وتبعا لقصص اليوكاي فإن كل الثعالب لها القدرة على تغيير شكلها لتشبه البشر، بعضهم أعتقد بأنها تفعل ذلك لخداع البشر، كما عرف عن طبيعة الثعالب، والبعض الآخر صورها على أنها كائنات مُخلصة، حارسة، صديقة، مُحِبة حتى أن بعضهم يتزوج من البشر.
كما ذكرت في بداية مقالي فهذا الفيلم جاء بتفاصيل مقاربة للواقع حتى أن بعض مواقع الفيلم موجودة حقيقةً في مدينة كيوتو وتعتبر من أبرز معالمها سأدرج لكم ما أستطعت الإنتباه له…
المعلم الأبرز في كيوتو معبد/ضريح فوشيمي إيناري تايشا
ضريح كاميغامو
سلالم محطة كيوتو
برج كيوتو
كان متوسط تقييم الفيلم هو (7.6)، إستمعت حقاً بالفيلم من رسم وتوزيع للألوان بشكل زاهي وأغاني جميلة تناسبت مع المشاهد التي جاءت فيه، وكيف إستطاع نوومي تسخير قوانين الكيمياء والفيزياء لتخدم غرضه، وأيضاً بكتابة التقرير لما زاد لي من الرصيد المعرفي عن اليابان.