فارقت السينما لبرهة، ففارقني الواقع…
وأصبحت عبدا للوظيفة، روتينياً بائساً، كل الأيام متشابهة وكئيبة.
إشتقت لرفيقتي جدا، وللتحديق في عيناها في ليالي الشتاء الباردة، حينما لا دفء إلا منها، إشتقت لشاشتي.
ربما يظن البعض أن في مشاهدة السينما مفارقة للواقع، وربما حتى انا كانت لدي هذه الفكرة، كون أن السينما هي في أصلها والجزء الأكبر فيها تخيلي.
لكن على العكس تماماً، فللسينما أثر رجعي في كل حياتنا وعلى المدى البعيد، وللأسف يمكن أن يكون هذا الأثر سالب للغاية في بعض الحالات، هذا يعتمد على ما تشاهده، وكمية إستيعابك وتقبلك لكل شيء بدون ممانعة (الإستلاب وإعادة تشكيل المجتمعات)، أيضاً على الجانب الآخر، الإيجابيات؛ والتي هي جمة.
فهي تشكل في مخيلتنا على المدى البعيد أنماطاً لكل شيء، طريقة تفكير، لبس، كيفية عيش حياتنا بإختصار، لذلك Be ware of what you watch.
دائما ما أحب ضرب الأمثلة وتجسيد الأشياء على واقعها،
لنأخذ فيلم (Fight Club) كمثال أول،
فالفيلم يتكلم عن الحياة العصرية والحالية التي نعيشها كبشر، عُباد لوظائفنا، باهتين، روتينيين للغاية، العمل البيت، البيت العمل.
السجن ليس بالضرورة معناه أن تكون داخل سجن فعليا، فقد تكون حرا ولكنك سجين وظيفتك، أفكارك البائسة، سيصبح العالم هو سجنك.
ماذا تريد أن تصبح قبل أن تموت؟ في الإجابة على هذا السؤال معنى أن تحيا، افعل كل شيء كما لو أنه آخر يوم لك، انسى كل ما تعرفه عن الحياة، أعِد تعريف كل ما تلقنته.
أنت لست وظيفتك..
ولا كميه المال في حسابك المصرفي..
أنت لست زيك اللعين…
لست السيارة التي تقود..
ولا محتويات محفظتك..
يتبع…