نهايات العام تجلب معها حماس علي نطاق البزنس، يتحمس مجتمع البزنس لما تحمله الأيام القادمات في طياتها ويتفائل كل المجتمع، حتي من كان متشائما طوال العام.
درج مجتمع رواد الأعمال (في السودان ) أن ينتهز هذا الحماس و يقيم مؤتمر سنوي، “إسبوع ريادة الأعمال” الإسبوع مؤتمر مليئ بالورش وطاولات النقاش و عرض التجارب، فيها يكرم الناجح و يحفز المبتدئ و يتعاضد المجتمع متحركا للأمام، لا يأبه بما سيعيق تقدمه في مقبل الأيام، سواء بلد متهالك، أو ثورات ضارية، أو جائحات.
كنت رئيس جلسة تمويل الريادة في أسبوع ريادة الأعمال نوفمبر 2019م، و ما بين متحدث و أخر في الجسة كنت أشارك بمبدأ تمويلي يحرك الحوار للأمام، استشهدت بمثال هوليوود في ريادة الأعمال،و هو مثال ظريف لأن الأفلام معروفة للكل وتصبح أرضية حوار يفهمها الكل حتي ذوي الخلفيات الضعيفة في البزنس.
المهم، هوليوود هي مدينة صناعية، و ما تصنعه هي الأفلام خط إنتاجها هو الأفلام، بنوكها تمول الأفلام لابد أن تنتج العدد المطلوب من الأفلام (في روايات 2000 فيلم في الشهر، و في روايات أكثر). ليس عليها أن تهم بأي فيلم سينجح أو أيهم سيفشل.. مثلها و مثل مصنع إنتاج قارورات مشروب.. لابد أن ينتج كل الكمية المفروضة عليه في الوردية، لا يهمهم أي قاروة ستباع و أيهم لن تباع.
هذا يفسر عمل العديد من الممثلين ممن إنتهت تاريخ صلاحيتهم.
وهذا متسق مع المبدأ الإقتصادي : اقتصاد الحجم الكبير، او اقتصاد الانتاج الكبير economies of scale بمعني كلما زادت كمية الإنتاج الجيد (الإنتاجية) انخفضت التكلفة.
وهنا استحضر الكلمة الأولي من عنواننا.. كبرها.. أي أجعلها أكبر، و الجزء الأول من نصيحتي لرواد الأعمال في المؤتمر, قلت لهم أي شخص هنا مشروعه مهم، و أكيد حاول يستقطب أموال بطريقة منفردة، وعندما لم ينجح، تضائل المشروع و اضمخل و فشل, نصيحتي أن تكون الهجمة القادمة لكم على مصادر التمويل مجتمعين و ليس أفراد، إذا رأى مدراء البنوك جموع من الشباب الجاد، الملئ بالحماس و الفكر وحتي الخبرة (ومن خلفهم خبراء و مرشدين).. سيفكروا جديا في كيفية تمويل زبائن المستقبل، خاصة وأن العملاء التقليديين في مرحلة الاختفاء.
كلما كبر حجم العمل كلما قلت المصاريف. مثلا إذا اجتمع 20 مشروعا في مبني واحد ممكن يتقاسموا الإيجار، فبدلا من أن يدفع 20 بزنس ل20 مؤجر، سيدفع 20 بزنس 1/20 من تكلفة الإيجار الكبير، كذلك استقطاب العمل، بدل ذهاب كل بزنس ناشئ منفصلا للشركات الضخمة، التي تجعل الأرض تنشق من تحته و تبتلعه تتكاتف الموارد.. وتذهب “امكانيات” ال20 شركة مجتمعة.. حينها تتساوي الأكتف (قليلا).. لكن الأرض لن تنشق هذه المرة.
و نصيحتي متسقة مع نصيحة مشهورة عند الغربيين.. go big or go home..
وهي أن تكبر مدي الطموحات والأهداف، أو تستسلم و تغادر إلى بيتك..
أو تغور.. أو تكبرا.. حسب المصطلح الشعبي الشبابي.. (وبالباب الوراء)
عندما تكبر سقف الطموحات والأحلام والأهداف، يسهل للعالم أن يري نفسه مشاركا في حلمك و بزنسك، عنده مكان في المؤسسة و بالتاكيد عنده نصيب من الأرباح.. لذا يدعمك بالتشجيع و بالتمويل.
لكن إن كان حلمك محدود، سيصعب علي العالم أن يشاركك في المؤسسة الضيقة التي لا تحتمل أكثر منك، ولن يتخيلوا للوهلة الأولي أن البزنس سينمو ويزدهر و يربح أرباح تنال الجميع، فسيعرضوا عنك و يذهبوا مكان يرحب بأموالهم الكثيرة التي تريد مواعين كبيرة لتتنامي فيها.
جيو (أسبوع الريادة العالمي) في نوفمبر 2020م و بمشيئة الله سأكون متحدثا فيه. أراكم هناك.