التصنيف:Crime/Western
اخراج: الاخوين كوين
هنالك وجهان لكل شئ، مثل العملة المعدنية نقش وكتابة، خير وشر، امل ويأس ومابين الصدفة والاختيار تبدأ حكايتنا…
انها ليست حكاية مثالية حيث ينتصر الخير على الشر، بل هو صراع، صراع النفس البشرية بكل تقلباتها، صراع من اجل المادة وصراع من اجل البقاء .
القصة
تدور احداث الفيلم المقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب كورماك مكارثي، في الغرب الأميركي المتوحش بداية الثمانينات.
حيث تبدأ قصة الفيلم بالمصادفة البحتة حينما يجد صياد حقيبة مليئة بالمال اثر صفقة مخدرات انتهت بمجزرة دموية في صحراء تكساس، فيتم استئجاره قاتل لاسترجاع المال.. تتداخل هذه الشخصيات مع ضابط شرطة مسن اوشك على التقاعد، لتبدأ لعبة القط والفار بين شخصيات الفيلم في مطاردات مثيرة .
ال OPENING او المشهد الافتتاحي للفيلم يلخص فكرة الفيلم ببساطة فانت تعرف كل ماتحتاج اليه منذ الوهلة الاولى، يبدأ السرد المختصر للشريف بيل في حديثه عن الماضي بكوادر ثابتة على ارض صحراوية ثم تتدرج حركة الكاميرا مع شروق الشمس في دلالة واضحة على تغير الزمن وتغير طبيعة الناس.
،،،،، انت في مفترق طرق عليك ان تختار وتتحمل نتيجة اختيارك، فالحياة عندما تعطيك شئ عليك التأكد من دفع الثمن،،،،،،،،،
الشخصيات
الشخصيات الرئيسية مرسومة بعناية ودقة لتمثل كل اطياف المجتمع، شخصيات متقلبة، ساعية نحو الخلاص.
“تومي لي جونز” في دور الشريف بيل :كهل افنى حياته في محاربة العنف والجريمة شخصية متمسكة بالمبادئ والقوانين في ارض بلا قانون ولا نظام، يائس ومستسلم لكل مايجري حوله من عنف، غير قادر على مواكبة التغيير، عائش على ماضي ولى الى غير رجعة.
“خافيير بارديم” بدور انطون شيجور: القاتل السيكوباتي متبلد الاحساس بنظراته الباردة وهدوئه المثير للأعصاب، فمنذ ظهوره في مشهد خنق الظابط انت تعلم ماهو قادر على فعله، الة قتل لاترحم تقتل كل من يعترض طريقها بدم بارد… توج ذلك بالاداء المتقن للنجم الاسباني خافيير بارديم لينال عنه الاوسكار بجدارة.
“جوش برولين” في دور الصياد موس: شخصية جسدت كل تقلبات النفس البشرية من طمع وخوف وتمسك بالحياة.
“وودي هاريسون” بدور كاريسون ويليس شخصية ظهرت واختفت فجأة من دون سابق انذار لانعلم عنه الا انه مأجور لتعقب موس وايجاد المال قبل شيجور.
بالرغم من ان كل شخصية في الفيلم تطارد شخصية اخرى الا اننا قلما نجد تصادمات او تقاطعات بينها، في دلالة واضحة لتدخل القدر .
الاخراج والاطار العام للفيلم
يغلب الهدوء على طابع الفيلم فقلة الحوارات هي صفة مميزة في افلام الاخوة كوين، فمنذ الوهلة الاولى انت تتعرف على كنة الشخصيات وماستؤل اليه الاحداث، لذلك لايضيع الاخوة كوين وقتا في شرح التفاصيل الصغيرة.
يعبر الاخوة كوين في هذا الفيلم عن فلسفتهم تجاه الواقع وهشاشته حيث شئنا ام ابينا لا قانون الا قانون الغاب.
زوايا التصوير مدروسة بعناية والاضاءة موظفة بشكل حرفي ومتقن في الفيلم، فنجد بعض الشخصيات غارقة في الظلام طيلة الفيلم كناية عن الشر المطلق وعلى النقيض،توزيع الاضاءة على وجوه بعض الشخصيات للدلالة على بصيص الأمل الذي يلوح في النهاية .
كذلك الامر بالنسبة للموسيقى التي لاتتعدى 15 دقيقة طيلة مدة عرض الفيلم، حتى انك لا تكاد تلحظ وجودها.
حصد الفيلم اربع جوائز اوسكار، افضل فيلم، افضل اخراج، افضل كتابة لسيناريو مفتبس وافضل ممثل في دور مساعد.
التقيمات:
IMDB 8.1/10
Rotten Tomatoes 93%