الدراسات التي تمت في صاي تشير إلى أن البشر الأوائل قد سكنوها، ومارسوا فيها حرفة الزراعة منذ العصور الحجرية. وأيضاً في فترة كانت هي العاصمة الثانية لمملكة كرمة، حيث كانت مزدهرة باعتبارها ممراً و مركزاً لمراقبة و عبور القوافل التجارية القادمة من مصر الفرعونية.
الآثار والحياة القديمة في جزيرة المعلمين عرفت بفضل البعثة الفرنسية التي تهتم بالتنقيب عن الآثار. تم العثور فيها على العديد من القطع الأثرية ومجموعة ضخمة من الأوابد، وأيضاً المعابد القديمة التي ما زالت معالمها واضحة على الأرض. ومقابر يعود تاريخها إلى الدولة المصرية الحديثة، تم اكتشافها في 2015م و أكد الباحثون أن المقبرة تضم رفات أكثر من 19 شخصاً. و أشار الفريق العامل إلى أن جزيرة صاي جزء من الأرض التي كانت تحت السيطرة المصرية في هذه الفترة، إذ بنى المصريون المستوطنات و التحصينات في العديد من أنحاء النوبة، بما في ذلك جزيرة صاي. القطع الأثرية التي تم العثور عليها عبارة عن أدوات حفر معروفة كان المصريون يستخدمونها في أعمالهم. و أوعية السراميك، و خاتم من الذهب، وبقايا أقنعة جنائزية ذهبية يرتديها المتوفي ومنحوتات صغيرة من الحجر؛ إضافة إلى بعض القطع التي تحمل نقوش هيروغليفية.
تحتوى هذه الجزيرة على أهرامات صغيرة الحجم نسبياً تعود لحضارة مروي، بالإضافة لبقايا كاتدرائية في منطقة “كيسية”. والقلعة العثمانية التي تشكل مسجد علي بقبابه وطرازه المعماري على نهر النيل قسماً كبيراً منها.
ما زالت الأبحاث مستمرة في جزيرة صاي ومن ضمن الدراسات الجارية، دراسة الحمض النووي القديم للجثث المتواجدة بالمقابر بواسطة معهد ماكس بلانك للعلوم الإنسانية. بإشراف الأستاذة “جوليا بودكا” ليساعد في الوصول إلى معلومات أكثر دقة.
وضعت صاي ضمن خارطة الآثار السودانية كأحد أهم المواقع الغنية بمختلف الفترات التاريخية.
و تتوالى الدراسات في المنطقة، للحصول على خارطة دقيقة مفصلة تضاف للخارطة الأثرية والتاريخية.