شهد عبادي صاحبة تصاميم “زاد” للعباءة،تعتبر رائدة في مجال تصميم العباءات في السودان .
تواصلنا معها للتعمق في عالم التصاميم ،وكيفية الولوج فيه وقصة نجاحها ومقوماته ، هنا نجعل لها هذه المساحة للإفادة.
احِكي لنا عن شهد …شخصيتها ونشأتها ودافع إهتمامها بالتصميم والازياء؟
شهد عبدالحميد حسن العبادي
من ولاية نهر النيل، نشأت في أسرة متواضعة مدتني بدعمٍ كامل وتحفيز نشأت محبة للقراءة، كان عشقي الأول هو الخط العربي وكنت أقضي يومي كله في الكتابة والخطوط،احب إعادة التدوير، أول محاولاتي كانت مكتبة من الكرتون المقوى والمشمع أسميتها مكتبة الشهد، حوت مجلاتي وقصصي الطفولية ، بعد ذلك اتجهت لإعادة تدوير الملابس والطرح للدمى وهكذا إلى أن بدأت .
أحضروا في منزلنا ماكينة الخياطة الخاصة بجدتي بعد ان توفاها الله، وانا في عمر لم يكمل ال ١١ عاماً ، ومن هنا بدأ الشغف الحقيقي.
ومتى بدأت فكرة “زاد” ؟
بدأت فكرة زاد عام ٢٠١٣ كفكرة لمشروع قيمي، يهدف لنشر ثقافة جمال الزي المحتشم.
كانت البداية قبل ذلك والمحفز الأساسي للمشروع هو إعجاب وتعليقات الصديقات منذ الثانوية العامة على ما أرتديه،
والذي كنت أصممه بنفسي.
بعدها بدأت أصمم للمقربين لي من الأهل والأصدقاء دون عائد مادي.
الى ٢٠١٣ أصبح مشروعاً مصغراً، كبيراً في عيني مادام هو مكاناً أمارس فيه هوايتي بكامل الحب..
هل توقعت حصولك على مكانك الحالي وما هي التحديات التي مرت عليك كمصممة في السودان
وخصوصاً في مجال وليد مثل مجال تصميم العباءه؟
كان التحدي الأكبر هو (الإحسان)
ان تُحسن في صنع قطعة مميزة مقنعة هي خطوات تبدأ من إختيار الأقمشة التي لم أكن أجدها هنا في السودان بنفس الجودة التي أرغب لعدم وجود مشاغل تعمل في نفس المجال لذلك لا يقوم تجار الأقمشة بجلبها.
لذلك أضطررنا انا وأخي للسفر للخارج، كان الأمر مكلف جداً لكنه وبرغم ذلك كان ممتعاً فقد وجدت كل ما أطمح له.
و الخطوة الثانية في هذا الدرب هي العثور على خياطين أكفاء، ونسبة لأننا كدولة لا تهتم كثيراً بالتدرب على المهارات وتطوير الحرف،
فيبقى عليك ان تقوم بعملك الأساسي (التصميم) وكذلك الإشراف والتدريب.
و الخطوة الأخيرة هي التحديات الإقتصادية التي يعيها الجميع.
ـ حِكي لنا عن طقوس صناعة العبائة عندك والتقليد اللطيف المتبع في “زاد” بتسميه العباءة بأسم أول من طلبت تصميمها, ومن أين
جاءت الفكرة وهل وراءها قصه؟
البداية تكون برسم تصاميم او تخيل فكرتها وتنفيذها مباشرة. يتم تصوير كل (الكولكشن) بعد انتهاءه.
و لصعوبة التفريق بين كل تصميم والآخر، فبذلك أول من تأتي وتطلب مثله نسميه بإسمها.
ويكون شائعاً في الورق وبين التيم كله.
القصة كانت تصميم أحبه وانا في بداياتي، طلبته احداهن إسمها رميثه.
كان إسمها غريب فأسميناه بها.
ـ هل تفكرين في الإتجاه لتصميم أزياء اخرى بالإضافه للعباءات ؟
لا أفكر في شئ آخر، لأن فكرتي الأولى هي دعم الحجاب وتحسين فكرة العباءة في مجتمعنا السوداني الذي كان يراها بمنظور مختلف.
اما الشئ الآخر احب التخصصية، وأن يكرس أحدنا جل جهده في شئ حتى يتقنه ويحسنه،
بدلاً من التشتت والتشعب .
وأحب فكرة أن اتميز بشئ يجعلك هدفاً لا خيار بين الخيارات المتاحة.
الدعم لك كمصممه وهو مجال يمكن أن نقول عليه في السودان مهمش أو لا يلاقي رواداً كُثر
من أين يأتي ،ومن أين تنصحين المصصمين المبتدئيين أن يتلقوا الدعم المعنوي والإبداعي؟
أهمية مجال التصميم تكون حسب ثقافة كل بلد، فالبلد المنتج يحط الأنظار عليه ويعطيه إهتماماً
من ورش تدريبية ومن دعم كامل ومن تبني لأفكار وتطويرها.
اما البلد غير المنتج الذي بات إعتماده على الإستيراد، بالتالي لن يرى أهميته وتصعب عليه فكرة ان يثق ويتبني أشخاصاً مهتمون بالمجال ليبدأوا في تطويره ويصنعوا منهم ما يخدم البلاد.
فيبقى التحدي الأكبر هو أن تصنع من نفسك شخصاً مستقلاً
قادراً على مقاومة كل الظروف والعقبات التي تواجهك.
ما هي الأعمال التي عمِلتها مسبقاً وكيف ترين أنها أثرّت على موقعك كمصممة؟
الأعمال..
….
قد تكون ممارسة رسم الخطوط لها دور خاصة في التطبيق على الخامة والتحكم في ال(marker) بصورة دقيقة .
وحبي للكتابة، والنشر وإعداد المقال قبل نشره بالصحيفة ساعدني أيضاً في توصيل فكرة التصميم والإعلان عن منتجي بصورة موجزة وواضحة دون الحوجة لدراسة ال(marketing)
كما أن دراستي للكيمياء حيث الألوان واختلافها ودرجاتها ساعدني أيضا في التنسيق بينها على الأقمشة وفهم درجاتها كما أسلفت.
ـ ما هي الإصلاحات التي تتمنين أن تتطرأ علي مجال تصميم الازياء في السودان؟
الإصلاحات.
في البدء أحب أن أقول ان السودان بحول الله ثري جداً بالموهوبين في مجال التصميم ومن لديهم ملكتهم الخاصة وحسهم الفني والإبداعي.
بحكم ان مجال التدريب مفتوح في مشغلنا بصورة منتظمة فوالله في كل موسم يحزنني ان يقف المبدعين بين أبداعهم وأحلامهم دون تنفيذ ودون استفادة من طاقاتهم، وكل الذي يحول بينهم هو الوضع الإقتصادي وعدم دراية الدولة بما تحوي عقولهم من أفكار وخطط تصلح لأن تجعل من السودان بلد آخر اذا فُسح له المجال وتيسرت له الإجراءات والتراخيص وتوافر فرص التدريب.
خاصة أن الإستيراد اصبح مكلفاً بعد المشاكل التجارية بين أمريكا والصين التي زادت تكلفة الملابس.
كل الذي أطمح إليه ان تُستغل الأراضي في إنشاء مصانع لكل من “النسج أو الحياكة والطباعة والصباغة” وجمع كل المهتمين بالمجال من الشباب في مكان واحد وتدريبهم وتوفير فرص التعليم الفني ؛لتغطية الطلب المحلي والتقليل من تكلفة استيراد هذه السلعه.