188 Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom
بقلم: الاء كيزري
النرجسية هي سلوك شخصي غير حميد وتعني حب النفس والأنانية ويتميز صاحبها بالغرور والتعالي والشعور بالأهمية وحب الذات، فلا تخلو مجتمعاتنا من هذه الشخصية الغريبة ويراها بعض الاشخاص انها مزعجة لهم ودائما ما يبتعدون عنها ويتجنبون الاحتكاك بها متفاديين التصادم معهم.
دائماً النرجسيون يرون أنفسهَم الأفضل كما يرون أنفسهم الأجمل ولا شبيه لهم، فالنرجسي يعجب كثيراً بنفسه
هذه الأنا العليا تجعله يفعل اشياءً غريبة ترويجية لذاته، محطاً بشأن الآخرين وإهانتهم ليثبت سيطرته وقوته التي يتهيأ له أن لا أحد يستطيع أن يتغلب عليه وأنه هو فقط من يقول ويفعل الصواب، وأنه بهذه الأفعال يصبح الأعلي والاقوي والمنتصر محاولاً تأمين شعوره بالتفوق، فشعورهم المبالغ فيه بالأهمية ينعكس على شكله في الحديث عن نفسه ووصفه للأشياء، فدائماً يعتقد أنه شخص مميز ولا يقبل الارتباط مع أشخاص عاديين، يوصف هؤلاء بالمتغطرسين، لكن في الحقيقة يعانون من مشكلة، نعَم فهي مشكلة نفسية اجتماعية وثقافية تسمى اضطراب الشخصية النرجسية.
فالمصاب فيها يكون منشغلاً باستمرار بأوهام النجاح او القوة او الذكاء او المال او الجمال، فهَم يستحقون معاملة خاصة ويحتاجون إلى إهتمام من حولهم، فالشخص النرجسي يواجه بعض الصعوبات في مجالات الدراسة، العمل، الزواج، وحتى العلاقات الاسرية والأسر الممتدة لأن التعامل معه يكون صعباً، ويخلف بعض المشادات والمهاترات بينه وبين الزملاء أو الأقارب، لأن ليس كل من يجده يعرف أنه مصاب بالنرجسية أو كيفية التعامل مع مصابي النرجسية، فالشخص الطبيعي يقبل النقد والهزيمة ويقبل النقاش ويعترف بخطأه محاولاً الوصول إلى حلول، عكس النرجسي دائماً يريد إثبات نفسه أنه على صواب ولا يقبل النقد والهزيمة والاستسلام.
إذ نجد كذلك أنهم يرتبطون بأشخاص موهوبين ومعروفين لدى الجميع او شخصيات مهمة في المجتمع ومحط أنظار الجميع، مما يعزز من احترامهم لذاتهم حتى يضمنوا وجودهم في دائرة الإعجاب والإهتمام.
حتما إن إصابات النرجسية في تزايد مستمر في المجتمعات الحديثة، وفي الأغلب أن التكنولوجيا لها دوراً كبيراً في إنتشار النرجسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي فهي سمة اجتماعية تخدم مصالحهم، أيضاً العوامل الوراثية والبيولوجية لها أثر في الإصابة بهذا المرض بالإضافة إلى البيئة والتجارب الحياتية المبكرة، ويصنف الباحثون أن النرجسية هي مرض نفسي لابد من العلاج النفسي بالطرق التقليدية والحديثة، فيكون مثلاً بالكلام والتخاطب
والمساعدة في تعلم كيفية التواصل مع الآخرين بشكل أفضل، وتشجيع المزيد من العلاقات الشخصية في إطار واسع ومتنوع وقبول الآراء والانتقادات والتسامح مع النفس ومع الآخرين ليكونوا اناساً طبيعيين.