لعل الذي يميز الناس هو التفرد في أداء مهام مجالاتهم و لكن عليك أن تعلم أن التفاني و اصطحاب رسالة سامية هما الأعلى مقاماً من التفرد، و هذا ما اتسمت به مسيرة الفنان الراحل مبكراً “تشادويك بوزمان” .
توفي تشادويك بوزمان في ال٢٨ من شهر أغسطس قبل أن يكمل عامه الرابع و الأربعين بعد صراع دام أربع سنوات مع سرطان القولون، و عندما نتحدث عن مسيرة قصيرة رائعة لفنان ذو رسالة إذا فهو تشادويك بوزمان
عليك أن تتأمل أدواره لتعرف ما قد يكون قدره فكان محور اختياراته هي أدوار لشخصيات صنعوا فارقاً و مجداً، و أثبتت أن النجاح ليس عنصري و لا يفرق بين بشرة داكنة أو فاتحة بل فقط هي العقول و الإبداع، لذلك نجد أن بوزمان قد اختار أن يؤدي شخصيات عظيمة ناضلت و صنعت فارقاً في مجتمع عنصري؛ مثل دوره المعروف مجسداً شخصية “جاكي روبنسون” في فيلم 42 أول لاعب كرة قاعدة من أصل أفريقي يلعب في فريق محترف (الدودجرز) و قد كان رمزا لنهاية التمييز العرقي.
- لا تنتهي أدوار بوزمان العظيمة هنا بل جسد أيضا الفنان العظيم مبتدع الfunk music و عراب موسيقى السول جيمس براون، جسد 50 عاماً من الإبداع المتكامل في الفيلم Get on up حتى تكاد أن تجزم أنه جيمس براون نفسه في فيلم حاز على تقييمات و نقد إيجابي و بلغت أرباحه ٣٣ مليون دولاراً.
- ثم دوره الرائع في فيلم “Marshall” مجسداً حياة أول قاضي محكمة عليا من أصل أفريقي و هو (ثورجود مارشال) عارضاً أبرز تحدياته كمحامي مدافعاً عن سائق أتهم زوراً فقط لأنه ذو بشرة داكنة!
- و أخر أدواره الملك تشالا Black Panther البطل الخارق لصالح شركة مارفل، و بذلك فقد جسد أيضا أول بطل خارق أفريقي و الذي قد نال انتشاراً واسع المدى و قبولاً وسط كل الأعمار عن دوره هذا الذي قد أداه باحترافيته المعهودة.
بذلك نكون قد استعرضنا ملامح بسيطة و محطات بارزة في حياة بوزمان، و لكن عليك أن تعلم أيضا أنه قد أدى آخر أدواره و هو في خضم علاجه الكيميائي، و لكن لم يبدو عليه إلا تفانيه و إحكام أعماله و إخلاصه الواضح، نعم هذا هو الفن صاحب الرسالة السامية و ها قد أدى تشادويك بوزمان رسالته في الأرض قبل أن تصعد روحه إلى سمائها.