يذكرني بنفسي…
“دافيس ميتشيل” يعبر عن كثير منا، عن اللامبالاة وعن الروتين القاتل، عن التجريد الذي نمارس حتى على من نحب، فتصبح كما الروبوت Emotions-free، عن مدى بهوته الحياة ومذاقها الماسخ، اللحظة التى تصل فيها لعدم التفاعل مع ما حولك من اشياء هي -الميتشلية- ان جاز التعبير.
تخاطبة زوجته التي لا يعلم لما تزوجها بأن ثلاجتهما معطوبة وعلية ان يصينها وهو لا يعيرها إهتماما، تماما كما نفعل نحن،
لا نعلم ماذا نفعل وماذا نريد والى أين نذهب، وكأنما ما نعيشة هو فقط مرحلة ومتطلباتها، مجردة من كل ما هو حولك من اشياء واناس.
حتى عندما توفت زوجته لم يذرف دمعة واحدة، كان همه ان يشبع جوعة، فتوجة نحو ماكينة الشوكلاة، لكن الماكينة خذلتة، فما كان منه إلا ان راسل خدمات الزبائن في نفس اليوم الذي توفت به زوجته for God sake ليخبرهم بهول الواقعة التي واجهته مع احد ماكيناتهم.
لعلة تأثير الصدمة، فكل منا لديه طريقتة في مجابهة الصدمات، لكن دافيس ميتشيل هو طبيعة كذلك، شخصية خاوية.
“كارين” في الجهة المقابلة، ام في أواخر الثلاثينات، تعمل لدى خدمات الزبائن لشركة الشوكلاه، أرملة مع ابن واحد ذو 12 عام ويبدو في ال15 ويتصرف كما ابن 20 عام، ليس لديها احد غير ابنها، ترتبط بكارل رب عملها الذي لا تحبه، وكأنما امرأة مثلها لديها فرصة.
تعيش حالة من الخواء والروتين أيضا أو لعلها حنونه نوعا ما فعطفت وأشفقت على دافيس البائس عندما قرأت رسائلة وبغير مهنية تواصلت معه، الاثنان ضحايا لعالم باهت.
دافيس يعيش حالة من التوهان والبعثرة على كل الاصعدة، everything got messed up، وبدأ يلاحظ لأشياء لم تكن موجودة أو باالاحرى لم يكن يراها، تسريب الثلاجة، صرير باب الحمام، إشعارات حاسبة المكتبي، ماكينة الشوكلاة وكل ما حولة من اشياء، وكأنما هي صحوة، صحوة من التجريد الذي عاشة، فيبدأ في خوض تجارب الحياة.
في نهاية القصة يتذكر كم كان مغرما بزوجته نادما و مذرفا الدموع، لكن بعد ماذا ف جوليا قد فارقت الحياة.
____________
إحبوا زوجاتكم، شريكاتكم و أحبائكم قبل فوات الاوان،
لا تكونوا خاوين كدافيس،
تمتعوا برفقة من تحبون ولا تدعوا الحياة تجردكم.