يظل الحديث عن العيد مختلف تماماً عن كل المواضيع الأخرى فالعيد له خصوصيته وإن جاء في أحلك الظروف ، وله فرحته اللاشعورية وإن جاء في وقت يُخيم عليه الحزن ، ولديه تفاصيله المُختلفة والجميلة وإن غابت في اخر السنين العجاف ، لكن تظل الروح تشتاق إليه وتنتظره كل عام وتستقبله النفس بالتهاني والمباركات ليبدأ الناس في سرد الأمنيات التي تتبعها الدعوات الصادقات بأن يأتي العيد القادم وهم على ما يتمنون ، وسط من يحبون ، في خير وسلام يسعدون ، فبكل تأكيد أن روح العيد لا تهب السعادة لمن ينتظرها بالعبوس.
في السنوات الأخيرة أصبح البعض يردد عبارة (العيد بقى ما زي زمان) وعن أي زمان يذكرون! فالتغييرات التي تطرأ على الحياة كل يوم كفيلة بأن تُمحي من الذاكرة كل زمان ومكان ؛ ففي زحمة الحياة وضغوطاتها تاهت الأفراح منا و (بقينا نكلكل الأحزان عشان نفرح بعد ما كان الفرح كِلكيل) ولكن لا نُعدد الأسباب إن كان الطريق واحد بل نبحث بالسبل طريقاً آخر وللغاية وسائل أخرى نجد بها للسعادة منفذ ، وقد جاء العيد يُخبرنا أنه الوسيلة الأنسب والمناسبة الأسعد التي تستحق منا أن نفرح و أن للحياة فرح يجمع الناس في كل عام مرتين.
العيد مناسبة سعيدة لها طابع خاص لذلك لابد أن تكسو مظاهرنا الفرح بعيداً عن ضجيج الدنيا والذكريات المُتعبة والمُرهقة للأذهان والأبدان ، فالعيد فرصة لتتصافى النوايا و تُسامح القلوب ونمُد لبعضنا أيادي الفرح لنحتفل جميعاً بما كتب الله علينا من فرح.
أما الفرح فهو كلمة واحدة تحمل بداخلها معاني جميلة أخرى فحرف (الفاء) بداية الفرحة و (الراء) راحة من تعب الدنيا وضيق العيش و (الحاء) حُب يجمعنا لذلك فرحنا من قلوبنا وبانت السعادة من دواخلنا فالقلب مثل العود قيل : أن الحنين يشد من أوتاره ، والشوق يُنظم ألحانه ، والعيد أجمل مناسبة ليتغنى فيها بكلماته ، ليبقى تاريخ العيد السعيد موعد ننتظره بفرح لنحتفل به كل عام ؛ لنجدد العهد مع الأحباب والأصدقاء بأصدق الدعوات وأطيب الأمنيات أن على المودة يبقى اللقاء وعلى الأمل دائماً تسير بنا الحياة.
يظل العيد فرحة تتمثل في لمة الصحاب ، تحنان الأهل ، طلة جميلة ، وجوه بشوشة ونفوس منشرحة تُواكب الأفراح مهما ضاقت عليها الدنيا واستحكمت حلقاتها.
كذلك من مشاهده الجميلة أن نُقدم الأعذار لبعضنا البعض ونرمي باللوم جانباً فما عادت النفس تتحمل شيء بالسلب يأتيها ، والظروف القاسية باختلاف أسبابها حَملت النفس فوق طاقتها فطابت وجاء العيد لتبحث عن من يسعدها ؛ ولا نلوم من يتذكرنا في الأعياد فقط فالعيد مناسبة سعيدة ومن يتذكرك في أوقات سعادته جعلك جزءً من أفراحه.
ورقة أخيرة
هي دعوة لإنتشال الفرح من تحت أنقاض المشاكل والهموم و (زي ما بنتقاسم مشاكلنا وهمومنا حقو نتقاسم فرحنا).
العيد فرحة والعيد ده (أُضحية) فأكرموا من لم يُكتب لهم من الرزق نصيب (فكُلوا وتصدَّقوا وادَّخِروا) وشاركوا الناس أفراحكم وسعادتكم فتكونوا خير سبيل لإدخال السعادة في قلوب الاخرين ، وتظل الأمنيات أن نكون نحن والأحباب والأصدقاء والوطن بخير وأن يُفارق الوطن عِلته ويعود الى كامل صحته وعافيته وكل عام وأنتم بخير.
إلى لقاء
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom
1 تعليق
اكيد وان خاننا حزننا ما بتخوننا فرحه العيد و على كثر ما نقدر بنفرح وكثر ما يكون للفرح مكان بقلوبنا بنفرح بالعيد وكل عام والطمأنينه والآمان مطوق آرواحنا 👌