إبراهيم حمدي
يسئ فهم الاقتصاد لعدم الإلمام به وبتفاصيله وخباياه لكن فور البدء بفك الطلاسم، يجد الشخص نفسه أمام علم حياتي رائع جدا، لكن المجهود المبذول ليس بالهين، لكن (الغالي، بغلاوته).
الشباب ينقسم قسمين عند مواجهة الاقتصاد، هناك من يرسله لادني قائمة الاهتمامات، ويعيش بلا هموم كبيرة، وهناك من يصر علي فك الشفرة و مناطحة الوحش، وينجح في لا وقت في مسعاه، ويجد أن الوحش المتخيل، ما هو إلا حيوان أليف لطيف، يتودد للشاب حتي يطعمه ويكبره، يكون الشاب حينها امتلك مفاتيح الحياة والسعادة و تتضح الرؤية.
مثل أي شاب، بدأت حياتي كالنوع الأول لكن الحياة جرفتني للنوع الثاني، وناطحت الاقتصاد لفترة ليس بالهينة، لكن اكتشفت مدخل خلفي يسر لي كل شيء، ألا و هوالبزنس أو إدارة الأعمال؛ كانت وسيلتي لترويض الاقتصاد و كسبه لصفي.
اكتشفت شيء آخر، و هو أني كلما ثقفت من حولي بما أعرف، أتمكن من افادتهم والاستفادة، الاقتصاد والأعمال شارع باتجاهين.
هذا الأمر بَانَ لي جليا عندما أنشأت مع والدي الإذاعة الاقتصادية، كنت مدير المشروع و تدرجت فيه من مدير تسويق إلي أن أصبحت الرئيس التنفيذي، لم أكتف بمزاولة الأعمال الإدارية والتسويق لكن ابتدعت برنامج أسبوعي لتثقيف المستمعين، أسميته ساعة بزنس، لأن في الخرطوم كلمة بزنس معروفة، ولكي ينتبه المستمع أنه علي وشك الاستماع للروائع، وبحمد الله كل من صادف البرنامج كان رد فعله (لم نكن نعرف أن عالم الإدارة يحتوي كل ما ذكرت، وأنت تشرح مفاهيم غاية في التعقيد بكل أريحية، وهل ممكن فعلا نصبح مستثمرين بأموال قليلة)
أول مقال اقتصادي هنا في مجلة السودان، اخترته لأثبت ما تناولته في المقدمة أن الاقتصاد شيء رائع، يمكن ترويضه، وكل قارئ لمقالي هذا محظوظ، لأنه عايش في زمن المعرفة، مئات الخبراء، وكل منهم يبسط التناول، يعني الاقتصاد اصبح أبسط وأروع و أرحب، المقال الأصلي بعنوان ألوان الاقتصاد العشرة للدكتور: إسلام جمال الدين شوقي مع بعض الإضافات مني.
- الاقتصاد يمكن تصنيفه بالألوان وكل لون يمثل شريحة من الاقتصاد:
الأبيض:
الاقتصاد الأبيض: مصطلح يدل على الأعمال الرقمية والإبداعية والإعلان وأبحاث السوق والاتصالات السلكية واللاسلكية.
والاقتصاد الأبيض ينفع في اليوم الأسود، هذه الأعمال هي أعمال الحاضر والمستقبل، خاصة لأنها تتسق مع عالم ما بعد الكورونا.
أما قديما، كان اللون الأبيض، في الاقتصاد، يدل علي القطن، أو الذهب الأبيض، كما كان شائعا.
الأخضر:
الاقتصاد الأخضر الحديث هو الذي يعتمد علي الطاقة النظيفة، والذي يهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة والحد من المخاطر البيئية.
أما قديما، وبلا شك، وكما تبادر لذهنكم، كان الأخضر و ما زال يرمز للزراعة، والغذاء، وكل ما هو طبيعي.
الأزرق:
الاقتصاد الأزرق الذي يهتم بالموارد المائية وحسن استخدامها لتحقيق نمو اقتصادي، هنا يتبادر للذهن مياه الشرب ومياه الزراعة وتوليد الكهرباء.
البنفسجي:
الاقتصاد الناتج عن تحالف الاقتصاد والثقافة، لإضفاء الطابع الإنساني على العولمة، للتوفيق بين التنمية الاقتصادية والاستدامة، أيضا يخطر علي البال التعليم كخطوة أولي لتحقيق هذا التزاوج وبالتعليم تتغير أقدار الأمم.
الأصفر:
الاقتصاد الذي يهتم بدراسة الطاقة الشمسية، وكيفية الاستفادة منها لتحقيق التنمية المستدامة. وقد حبانا المولي بمورد غير اعتيادي، شمس ٣٦٥ يوميا في العام، الصحراء كبرى، ليس بالهين علينا فقط استغلاله.
الأصفر في العرف الحديث يستخدم لوصف الآسيويين، وهم قوة إنتاجية لا يستهان بها فقط يكفي أن ثلاثة من الأربع دول الضخمة التي ستقود المستقبل من هناك روسيا، الصين والهند (الرابعة هي البرازيل).
الفضي:
الاقتصاد الذي يهتم بفئة عمرية معينة، وهي فئة كبار السن، وتلبية احتياجاتهم وأثر احتياجاتهم علي مختلف القطاعات، خاصة أنهم بعد التقاعد يمتلكون المال والوقت ومستهدفون من قطاعات السياحة والطب.
الأحمر (الدموي):
الاقتصاد الذي تسيطر فيه الحكومة على معظم وسائل الإنتاج والتوزيع، وليس فقط الاقتصادات الاشتراكية كالصين.
الرمادي:
الاقتصاد غير الرسمي، الذي يُعرّف بأنه جميع الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها الأفراد أو المؤسسات والتي لا تُدرج في الإحصائيات الرسمية أي لا تعرف الأجهزة الحكومية قيمتها الفعلية، ولا تدخل في حسابات الناتج القومي، ولا يتم تحصيل ضرائب عنها ولا يخضع العاملون فيها لأي نظام ضمان اجتماعي.
باي دولة يذكركم هذا الوصف ؟
البني:
الاقتصاد الذي يعتمد علي الأنشطة الملوثة للبيئة، المصانع وانبعاثاتها، وقضايا الاحتباس الحراري، التي تهدد صحة وحتي بقاء الإنسان علي الأرض.
الأسود:
الاقتصاد الذي يعتمد علي الأنشطة التجارية غير القانونية.
أتمني أن أكون قد استملتكم قليلا لجانب الاقتصاد.
في المرة القادمة نتناول اقتصاد السبح، نعم السبح، لأننا في موسم الحج.
وبعد العيد إن مد الله في الأعمار اخبركم كيف تصبحون مستثمرين بجنيه واحد فقط.
كل الود