تدور بنا الحياة كما تدور عقارب الساعة حول جميع أرقامها ومعها الرؤوس تدور لا تعلم أين المسير ؟ ولا كيف الوقوف ؟ ؛ فالناظر إلى الحياة العامة في السودان يجد أن المُشكلات تأتي تباعاً كل يوم ، والحلول لا تأتي أبداً لا تجزئة ولا في كل عام ، و دائماً ما تبدأ الأزمات برفض وشد وجذب بين الأطراف المعنية وتستمر بذات الجدل الكبير حتى تٌنسى فتصبح جزءً من الحياة اليومية ، و تأتي الأزمة التي تليها فتمحي من الأذهان ما جاءت به سابقتُها وهكذا تدور الدوائر وتمضي الأيام فلا المشكلات تٌحل ولا الأزمات تجد من يوقفها.
انقسم المجتمع إلى فئات وكل فئة ظلت تُفسر المشكلات على طريقتها وترى الأزمات بمنظورها ، فالجهود الجبارة التي تُبذل لإفشال الآخر كانت ستكتب النجاح للجميع أن تركوا المصالح الشخصية والغل والحسد جانباً.
تأزمُ الوضع يوماً بعد يوم جعل البعض لا يفرق بين المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية منها فضِيق الحال يُفسد أخلاق ضِعاف النفوس ، و ضِيق العيش يُفقد الدنيا طعمها ، وجميعهم يصبون في ذات المحيط (كدر العيش).
حتى لما كان المجتمع يشكو الوطن بحجة أن الحكومة تُضيق على الناس في معاشهم وحياتهم كان البعض يُدافع عن الوطن معللاً ذلك بأن الوطن لا يُضيق على أبناءه بل هي الحكومات المستبدة تزرع الفتنة بين الأوطان والشعوب.
ساد هذا المفهوم الإيجابي بين شباب الثورة فلم تعد الهتافات معادية للوطن ، وقد فهم الكثيرين أن الوطن باقي والحكومات والساسة هم من يتبدلون ويذهبون.
لم نعد نلوم الوطن في كل صغيرة وكبيرة ، فالثورة كانت ثورة وعي في المقام الأول وكانت إمتحان حقيقي لوطنية القلوب لا وطنية المصالح ؛ ونجد أن هذا ما تحقق من أهداف الثورة إلى الآن (وعي الشباب).
وما أن تغيرت مفاهيم الكثيرين أصبح التكاتف أكثر والترابط أقوى والهدف واحد و أسمى ، فما نراه من مشاهد التكافل الإجتماعي اليوم جدير بالدعم والإهتمام فالوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تُربة التعاون والتضحيات ، مما يؤكد أن المشكلة ليست فينا.
لتبقى المعطيات بلا تغيير واضح ، ويبقى وعي الشباب يُحارب وصفة الفشل الكبرى التي اتبعتها الحكومات المُتوالية (المُتأمرة) على شعبها في صُنع الأحداث وخلق الأزمات (عدم التطوير المقصود وتضليل الشعب ونفي الحقائق دائماً ، تردي الحياة العامة من صحة وتعليم وأمن ، عدم توفر الوقود والخبز ، انعدام السيولة وأزمة المواصلات المستمرة ، أزمة العالقين في الخارج جراء جائحة كورونا ، جدل القوانين الصادرة من وزارة العدل مؤخراً، إعتصام ومطالب أهالي نيرتتي ، فض إعتصام فترنابو، … إلخ) فقد مللنا من تكرار لفظ (أزمة) و (مشكلة) ونتمنى أن تجود علينا الأيام القادمة بفرحة ظل الوطن رفقة شعبه ينتظرونها بشغف ، أو بشارة أمل لغد افضل خرج لأجله الكثيرين ، وقُدمت له الأرواح ثمن ، وهتف لأجله النساء والأطفال معاً.
ورقة أخيرة
يظل هذا الجيل الواعي من شباب السودان يحلم ويتطلع دائماً إلى الأفضل وإلى مواكبة الشعوب والدول المتقدمة ، ونحن وهم قادرين على ذلك ، فالمشكلة ليست فينا كأفراد أو مجتمع أو دولة ، فقط هم المسؤولين والحكام رفقة الأحزاب (المُنتفعة) كلٌ يقول نفسي نفسي فضاق الوطن بأهله وما عاد يجمع الناس على حبه بعد أن فرقتهم سياسته ، فالبعض حائر والبعض الأخر ثائر وسيبقى جزءً من المجتمع يشكو الوطن دائماً في ظل غياب الحكم (العدل).
إلى لقاء
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom
2 تعليقات
ربنا يصلح الحال يا صديقي… انشاء الله الامور تتغير بي وعي الشباب والجيل ده
الامور دي لا تجزأ اما تغيير حقيقي نحو الافضل او نمكث في مشاكلنا دي الى الابد 😢