عدد المواسم : 3 حتى الآن.
التصنيف : خيال علمي/ غموض/ دراما.
ضربة البداية :
يجب أن نحمد الله على أن أمرنا متروك بين يديه وحده دون سواه. أن خالقنا ليس بشراً وإنما هو الله نفسه العادل اللطيف بنا الرحمن الرحيم.
أصدقائي أقل ما يقال عن هذا العمل أنه تحفة فنية وسينما خالدة، وكل من يقول أن المسلسل ممل هو نفسه من يقول أن الموناليزا خربشة ألوان على قطعة قماش. إذا كان هنالك مسلسل يرتقي لعظم game of thrones و breaking bad فبدون شك westworld لا يقل منهم.
القصة :
العالم الغربي ﻭﻫﻮ park من صنع الإنسان يصنعون فيه قرابة 2000 روبوت شبيهة للبشر لدرجة التطابق. لهم أحاسيسهم ومشاعرهم وقصة خاصة لأي روبوت يلتزمون بها مع إرتجالات قليلة لا يمكنهم تجاوزها. يطلق عليهم إسم ” المضيفون ” الفكرة هي أن يدفع الزوار من البشر ” الضيوف ” مبلغ كبير من المال لدخول المنتزه لمدة يوم يعيشون فيه مغامرة وفعل ما يحلو لهم، والمثير للإهتمام أن الروبوتات لا يعلمون أنهم روبوتات لأن كل ﻭﺍﺣﺪ منهم ﻳﻤﻠﻚ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﺴﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺷﺒﻪ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
– الضيوف بإمكانهم إيذاء المضيفين وقتلهم ولا يمكن العكس ولهم حرية التصرف فيهم. هنا يكمن الترفيه لدى الزوار.
– إذا كنت تظن أن القصة بهذه البساطة فأنت مخطئ، هذا ما ستظنه أنت كمشاهد في بداية الأمر ويعتقده الزوار أيضاً. حتى أن الإداريين في المنتزه مخدوعون مثلنا.
هنالك غموض في هذا المنتزه وأسرار لا يعلمها سوى دكتور فورد “السير أنتوني هوبكينز ” مع مرور الحلقات ستنكشف لك هذه الأحجية واحدة تلو الأخرى إلى أن تصل إلى النهاية، ويالها من صدمة !!
لا يوجد عمل سينمائي يحمل نهايات ملتوية أفضل من ويستوورلد ، لاسيما الحلقة الأخيرة ستترك فيك أثرا لن يمحى من ذاكرتك لفترة طويلة لا أريد أن أخوض مزيداً من التفاصيل منعاً للحرق، شاهد واحكم بنفسك .
بعيداً عن القصة :
– تخيل أنك تعيش في عالم كل شيء مباح لك فيه دون عواقب تعذب وتقتل من تشاء ، تلهو وتغتصب ما طاب لك من النساء، الإنسان بطبيعته يعرف مسبقاً من يكون ولكن إذا إمتلك النفوذ والسلطة ستتفاجأ بلمحة بسيطة عما بوسعه أن يصبح عليه. ستجده يستخرج أسوء الصفات فيه والتي لم تكن فيه، أشدها قبحاً لا يكترث إلا لتحقيق مطامعه الشخصية غير آبه لما يسببه من أذى جسيم على غيره حاله حال رموز نظامنا البائد .
Hell is empty and all the devils are here !!
الفلسفة التي يقوم بطرحها :
– المسلسل مليء بالإسقاطات الفلسفية حيث أن ﺍﻟﺮﻭﺑﻮﺗﺎﺕ ﺗﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ يطرحها الإنسان منذ الأزل.
ﻣﻦ ﻧﺤﻦ؟
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺌﻨﺎ ؟
ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ؟
ﻫﻞ ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻠﻪ ﺣﻘﺎ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺇﺭﺩﺍﺗﻨﺎ ﺃﻡ ﺗﻢ ﺇﻣﻼﺅﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻱ ؟
– يقدم وستوورلد رسائل ضمنية ﺃﻥ المضيفين يعيشون ﺧﺪﻋﺔ ، ﻻ ﻣﺎﺽ ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻬﺎ، ﺑﻞ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺩﻭﺭﻫﺎ، يقومون بمسح ذاكرتهم وإعادة برمجتهم، ﺛﻢ يعودون ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺪﻭﺭ وكأنهم يعيشون في متاهة لك أن تتخيل حجم المأساة التي يعيشونها، ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ. ماذا ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺳﺠﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻡ ﻏﻴﺮﻧﺎ، ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ندور ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻣﻔﺮﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ !!
– ﺣﻖ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻣﺨﻴﺮﻭﻥ ﺃﻡ ﻣﺴﻴﺮﻭﻥ؟ ﻭﻫﻞ ﻣﺎ نقوم به ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ؟
الآلة لا ترمز للربوت فقط بل ترمز للإنسان الغير قادر على الإختيار
ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﺑﺄﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻭﺛﻮﺭﺗﻬﻢ ويقوم ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻓﻮﺭﺩ ﺑﺪﻭﺭ وكأنه ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ والعياذ بالله !
– من بين الاشياء الجميلة في ويستوورلد أن كل الشخصيات تتناوب على إرتداء اللون الأسود والأبيض في دلالة على ان لا وجود للشر المطلق ولا للخير المطلق، كل شخصية تحاول إصلاح العالم حسب ما تراه مناسبا لها . وكل شخصية إرتكبت الشرور في طريقها للخير، هذا العالم معقدٌ جداً وكل محاولة للتبسيط هي مجرد إخفاء للحقيقة.
الشخصيات :
سأكتفي بذكر أنتوني هوبكينز والذي لا يخلو حوار له إلا وأنت تستشعر العظمة من كل كلمة ينطق بها. كل مشهد عبارة عن مدرسة. كلامه في أغلب الأحيان مبهم غير صريح يجب أن تركز قدر الإمكان لتفهم ما يرمي إليه. بإختصار هذا الدور لا يصلح لغيره.
“I’ve told you ( X ) Never place your trust in us. We’re only human. Inevitably, we will disappoint you.”
كتابة وإخراج :
جونثان نولان وزوجته ليزا. نولان عبقري بمعنى الكلمة ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭات، سيتلاعب بك كيفما شاء ، لا يوجد مشهد من غير سبب، كل كلمة لها مدلولها. ان ترو البداية قد تحتوي حرق للأحداث. بوستر كل موسم له معنى. كل شيء!
لا يوجد مجال للصدفة، المخرج يحترم عقليتك كمشاهد. عندما تقوم بإعادة المسلسل ستشعر وكأنك تشاهده للمرة الأولى. كل الأحداث مرتبطة ببعضها البعض. نولان هو البطل الحقيقي للمسلسل.
الموسيقى التصويرية :
تأليف المبدع Ramin djawadi والذي يقدم لنا موسيقى ملحمية طوال فترات المسلسل لاسيما في الموسم الثالث رغم الإنتقادات السلبية التي وجهت في هذا الموسم مقارنة بالموسم الأول والثاني ( والتي أوافقهم فيها الرأي ) ليكون المنقذ رامين بموسيقاه – ولا ننسى السينماتوغرافي – إبداع حد الثمالة!
واخيرا وليس آخراً :
الجمال في ويستوورلد يكمن بعد إنتهاء مشاهدتك له حيث ستجتر أحداثه في عقلك. لن يفارق تفكيرك بالتأكيد، لا أبالغ إذا أخبرتك أنه سيطاردك حتى في أحلامك، ولكن لابد من التركيز أثناء المشاهدة يوجد تفاصيل ونقاط صغيرة قد لا تلقي لها بال وقد لا تستوعبها إلا بإعادتها مثنى وثلاث ورباع.
Imdb : 8.7
Me : 9.5