نحن نعيش بوقت وفر لنا أشياء يمكنها أن تجعلنا نتوقف عن الشكوى من المشاكل ونبدأ بحلها بطريقة مذهلة، في الماضي كان يجب أن تكون ملك أو رئيس دولة أو شخص ذو نفوذ لتحل مشاكل كبيرة بالمجتمع أو الدولة أو حتى العالم، اليوم جميعنا قادرين على أن نحدث تأثيراً؛ كل المطلوب منا هو قرار.
هذا القرار لا علاقة له بالمال أو المصادر أو الكهرباء أو سبل المعيشة، بل القرار بأن يكون لك تأثير وهذا يتحقق بطريقة تفكيرنا وبالعقلية التي نمتلكها، الوصول لهذه النوعية من القرارات يأتي من خلال شيء يسمى في علم الأعصاب بحالة التدفق الذهني أو الطلاقة الذهنية كما شرحها عالم الأعصاب (جو ديسبينزا) وهي حالة تجعل الشخص يشعر بالانغماس فيما يقوم به وبتركيز تام يصل به إلى الاستغراق المُطلق.
في هذا الشعور العميق تكون بقمة استيعابك وقمة الصفاء الذهني الذي يصل بك إلى إبداع إنساني من نوع فريد يشعرك بجودة ما تفعله في هذه الحياة.
سأضرب مثلا بك عزيزي القارئ حين تتعرض لمشكلة ما يحدث التدفق بعد المعاناة من المشكلة وهنا تبدأ بالبحث عن الحلول التي تريد الوصول إليها من خلال العصف الذهني؛ وفعلياً تصل إلى نتائج مختلفة فكرة أو حل جديد، علمياً وأنت في هذه المرحلة يقوم الدماغ بتحميل كم هائل من المعلومات والأفكار، هنا يجب أن تكون في كامل وعيك وتركيزك لتأخذ نفسك في جولة حول أفكارك وتسجلها.
تثبت الدراسات في علم الأعصاب أنه بحلول الوقت الذي تبلغ فيه من العمر 35 عام يكون عقلك قد تبنى مجموعة من الأفكار والسلوكيات والأفعال العاطفية المحفوظة بنسبة 95% ويقوم العقل بالتفاعل مع هذا الكم من المعلومات مثل الكمبيوتر. أما أنت فقد تكون في كامل استعدادك لتتفاعل مع الحياة بشكل إيجابي مليء بالتفاؤل والنضج والحكمة والسعي لتحقيق الأحلام والطموحات، ولكن كلما أقدمت على هذه الخطوات تشعر بأنك لست جديراً بذلك، والسبب في ذلك هو الـ 5% المتبقية التي تتسبب في تعارض العقل مع الجسد وتحارب رغبتك بالتغيير.
أرى أنه يجب أن نرمم أجسادنا لتتلائم مع عقل جديد نصنعه بوعينا من خلال تجربة أشياء جديدة والعمل مع فرق عمل مختلفة مع استعدادنا الدائم لاستقبال الجديد ودراسته بطريقة تساهم بشكل أو بآخر على تطوير حياتنا وحياة مجتمعاتنا.
هنا تكون في كامل الإستعداد لمرحلة التدفق في هذه المرحلة التي يمكن أن تصفها بمرحلة (السوبر هيرو) يأخذك الإلهام إلى مجموعة من الأفكار المختلفة التي تتباهى في أروع صورها.
لكن المشكلة أن معظمنا غارقون في المشكلات التي تغزو عقولنا وأفكارنا كل يوم من خلال التليفزيون أو مواقع التواصل المليئة بقدر كبير من الرسائل السلبية المغلفة وأنماط الحياة المتباينة التي جعلت أغلب مجتمعاتنا في حالة من الفراغ والضياع الفكري والمعرفي، غير الألعاب الإلكترونية التي تهدر طاقات وأوقات فئة كبيرة من المجتمع؛ أما قنوات الأخبار حدث ولا حرج فهي تتسابق في نقل الكوارث كما وصفها بيتر كرايزيس: (هذه الشبكات مهمتها بالحياة أن تجذب لكَ كل مجرم وكارثة لتأخذك إلى حالة من عدم الأمان والاستقرار، وردة فعلك أنك تتحول لا إراديا لمحلل وخبير سياسي لتكون جزء من حل هذه المعضلة وتكون دائما في حال ترقب واستعداد للأحداث القادمة لتوافق تحليلك واستعدادك، وهنا تصاب بخيبات أمل متتالية تجد أن الأخبار سيئة وأن تحليلاتك ومجهودك الذهني لا معنى له! وأنك لا تفهم بالسياسة أصلاً؛ لأن الوحيد الذي يفهمها هو من صنعها وصنع أحداثها).
الخطير بالأمر أن العقل قادر على أن يجعلك تعيش حياة وهمية، عبارة عن صور و سيناريوهات و حوارات حدثت في الماضي أو ستحدث بالمستقبل.
كيف يمكن أن تكون لدينا عقلية إيجابية ونصل إلى حالة التدفق الذهني من خلال مراقبة الغزو التجاري المغلف؟! نصيحة إنتقوا ما تفعلون وأطلقوا العنان لإبداع عقولكم من أجلكم وأجل مستقبل بلادكم.
هنا أذكر مقولة ألبرت آينشتاين الشهيرة: (المشاكل الموجودة في عالم اليوم لا يمكن أن تحلها عقول خلقتها). أكرر أنقذوا عقولكم.
3 تعليقات
عزيزتي….احيانا تتغلب البيئه على تشكيل ملامح الشخصيه اذا افترضنا انا سن الخامسه تبدأ فى تشكيل ما سيؤول اليه فكرك غدا…. ما لم تخالط وتجالس وتجانس.
حاولت التمعن في المضمون والمعني المراد توصيله من الكاتب ولم اجد شيئا محددا ولكني عند مقارنه بعض الكلمات بواقع حالي الشخصي فاني اجد نفسي اليوم في سن 32 عاما ولكني استغرب جدا اني عندما كنت في 25 مثلا كنت ذو اهتمامات يوميه واشياء خاصخ بي تختلف اختلافا تاما عن الذي انا فيه الان ‘ بل واجد نفسي بالفعل عقليا اكثر نضوجا وهذا طبيعي بالنسبه لكثير من البشر ولكني عندما اواجهه مشكله شخصيه مثلا فان عقلي ينمو لحظيغ لحلها وبالفعل يتم الحل بعد تعقيدات ولذلك فان عقلي عندما يريد فعل شي سوف يقدر مثل باقي عقول البشر ان ارادو ذلك
مشكورين علي المجله الانيقه
متابعكم علي استحياء
بخاري الجمري
خميس مشيط أحد رفيده
مرحبا بخاري .. سعيدة بقراءتك لهذا المقال: المعنى هو أن كل شخص قادر على بناء فكره بطريقة تؤثر ايجابا على حياته و حياة مجتمعه.