بحيرة النطرون (Natron Lake) هي بحيرة صودا تقع في الجهة الشمالية من جمهورية تنزانيا بالقرب من حدودها مع كينيا، وتحديداً بالجهة الشرقية من الصدع الأفريقي .
تتميز البحيرة بملوحتها العالية جداً، ويتم تغذيتها من نهر ايواسو نجيرو الجنوبي، كما تتغذي من الينابيع الساخنة الغنية بالمعادن ولا تصب البحيرة في أي نهر.
البحيرة ضحلة جداً ولا يتجاوز عمقها 3 أمتار والحد الأقصى لطول البحيرة 57 كيلومتر والعرض 22 كيلومتر، يتغير عرضها بإستمرار نسبة لمستويات التبخر العالية التي تُخلِف وراءها العديد من الأملاح والمعادن، وتجاوز درجات الحرارة في البحيرة 40 درجة مئوية ودرجة الحموضة من 9_12 مما يجعلها كاوية جداً.
سبب لون المياه الأحمر هو نتيجة لأحد أنواع الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة وتتضمن البكتيريا الزرقاء ذاتية التغذية التي تصنع طعامها من التمثيل الضوئي وأثناء هذه العملية تنتج صبغة حمراء تلون مياه البحيرة.
المصور نيك براندت (Nick Brandt) هو أول من اكتشف تأثير المياه علي الحيوانات، فالظروف القاعدية للبحيرة تؤدي لحرق عيون وجلود الحيوانات التي لا تستطيع التكيف مع هذه الظروف فتسقط في مياه البحيرة وتعمل مادة بيكربونات الصوديوم (الصودا) والملح علي تحنيطها بصورة مثالية وتبدو كالتماثيل المحنطة.
وجد براندت الحيوانات المحنطة منتشرة علي طول شاطئ البحيرة فأخذها وصورها في أوضاع حية ونشرها في كتابه (عبر الأرض المدمرة) وقال : “لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف تموت هذه الحيوانات، ولكن يبدو أن الطبيعة الإنعكاسية المتطرفة لسطح البحيرة تربكهم، مما يتسبب في إرتطامها بالبحيرة”.
وتعتبر الحياة في البحيرة شبه مستحيلة نظراً لطبيعتها، ولا يتواجد بها سوى بعض أنواع طيور النحام الوردي (الفلامنجو)، الطحالب، اللافقريات، بعض الطيور وبعض أنواع الاسماك كالبلطي والتي تتغذي علي الطحالب الموجودة بالبحيرة.