بطولة : العظيم دنزل واشنطون
نوع العمل : دراما ، جريمة
ضربة البداية :
“ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺮﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭيلجؤون ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ . . ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺩﻓﻦ إﺑﻨﻲ . . إﺑﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ يقوم بدفنيﺫﺍﻙ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﺒﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
يحمل هذا الفيلم مشاعر محزنة ومؤثرة بطريقة ﻏﻴﺮ عادية . . إن كنت من عشاق الدراما والدموع ستجد ضالتك في john Q .
واحد من أجمل أفلام دنزل واشنطون على الإطلاق . . فعندما يتعلق الأمر بالدراما فلن تجد من هو أفضل من دنزل
يعرض الفيلم المسؤوليات والواجبات التي تقع على عاتق رب أسرة بسيط ذو دخل محدود وكيفيه تعامله معها إلى ان يزداد عليه حمل الحياة بما كان لا يتوقعه أبدا . . حاله حال الأسر المتعففة في السودان التي تعمل ليلا نهارا . . تحفر الشوارع بأظافرها لنيل لقمة العيش .
حسنا ذلك مقدور عليه بالصبر والعمل الشاق ولكن إضافة لهذه الظروف القاسمة للظهر ماذا لو مرض أحد أفراد الأسرة ؟!
المشهد الإفتتاحي :
واحد من أجمل المشاهد الإفتتاحية بالنسبة لي حيث تصحبه موسيقى هادئة كئيبة توحي بأن ما هو قادم أشد كآبة وحزنا . .
بعد نهاية المشهد الأول ستبدأ قصة جون كيو التي لا علاقة لها بهذا المشهد . . ستتساءل أثناء مشاهدتك عن علاقة مشهد البداية بالأحداث . . بالتأكيد يوجد هدف من هذا المشهد .
القصة :
قصة حياة مواطن أمريكي من الطبقة الكادحة يدعى “جون كيو” يعمل في أحد المصانع . . كل ما يهمه توفير حياة كريمة قدر المستطاع لزوجته وإبنه الصغير سعداء رغم بساطة حياتهم غير آبهين لضنك الحياة كل ما لديهم هو رابطهم الأسري القوي .
في صبيحة يوم مشؤوم يصطحب جون كيو ابنه “مايك” ليلعب كرة البايسبول، وفي خضم اللعب وبدون مقدمات يسقط ابنه طريح الأرض مغمى عليه . . في حالة من الذعر يسارع جون بإبنه إلى المستشفى ليتضح أن حالة مايك الصحية خطرة جدا حيث أنه يعاني من فشل في قلبه ..وأنه يتوجب إجراء عملية إستبدال للقلب، وإلا فإنه سيلاقي حتفه!!
تكاليف العملية باهظة جدا ..جون كيو لا يملك ربع المبلغ المطلوب …والتأمين الصحي لا يسمن ولا يغني من جوع !!
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ الربح فقط ﻭﻻ يظهرون أي تعاطف لذوي ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ فهم يتحدثون بلغة المال فقط . . ولا شيء غير المال ، الإنسانية تنعدم في أكثر المرافق التي تتطلب الإنسانية . . يا للعار !!
توصد كل الأبواب في وجه جون كيو ليجد نفسه في حالة من اليأس والعجز .
يقو هتلر : ” لا تتحدى إنسانا ليس لديه ما يخسره ”
عندما ييأس الرجل.. يقدم على فعل أي شيء مهما كلف الثمن للخروج من عنق الزجاجة والوصول لمبتغاه . .
يقدم جون كيو على خطوة مفاجئة وهي آخر محاولة له . . آخر ما تبقى له من بصيص امل . . خطوة جريئة متهورة بعض الشيء وهذا إن دل فإنما يدل على يأسه الشديد !!
ﺍﻟﻜﺒﺖ ﻳﺆﺩﻱ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ، ﻭ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻮ .. ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺭﺍﻣﻲ ﺣﺰﻳﻦ حتى نهاية الفيلم . . لن أتحدث اكثر من ذلك بهذا الخصوص .
قراءات من منظور شخصي :
– لن تجد احدا يتمنى أن تصبح افضل منه ، ولو كان ف اتفه الاشياء ، عدا والدك !
والدك هو الشخص الوحيد الذي يتمناك ان تحلق بعيدا بأحلامك ، وأن تحققها .
دائما ما تريد أن تكون الأفضل في جانب معين من جوانب الحياة ، ان تكون الأول بلا منازع ، بعيدا عن أي منافس اخر من أقرانك ، أن تكون مغردا خارج السرب تفكر خارج الصندوق له إنتشاء لا مثيل له ، ادمان جميل ، هذا الإنتشاء لن تستطيع التخلي عنه ابدا في قرارة نفسك ، لا احد يستطيع التخلي عنه ، باستثناء شخص واحد ، هو من أحضرك الى هذه الدنيا لكي تكمل مسيرته بعده ، هو الذي يرى نفسه في إنجازاتك ، عندما كنت صغيرا كان يحملك على اكتافه كأنه يريد ان يوصل إليك معلومه . . أريدك ان تكون أعلى شأنا مني ، أفضل مني بكثير .
– الإعلام يسلط الضوء على هذه القضية ليس تعاطفا مع جون كيو ومحنته . . وإنما لمصالح شخصية وهي نيل المديح والثناء والمال على التغطية . . بين هذا وذاك كل يغني على ليلاه .
– المال يجلب السعادة احيانا وأقتبس قول جون كيو مخاطبا إبنه ” اجمع المال قدر ما تستطيع لا تكن غبيا مثل أبيك . . كل شيء سهل بالمال يا بني ” .
– الإنسان لايرهبه الموت إذا كان له دافع قوي . . قضية يحارب من أجلها . . فإنها تخلق في نفسه القوة والشجاعة ، حتى إذا مات فسوف يموت وهو مطمئن البال حتماً !!
– الحياة اعز شيء للإنسان إنها توهب له مرة واحدة، فيجب أن يعيشها بطريقة لا يشعر معها بندم على السنين التي عاشها وليستطيع أن يقول وهو يحتضر
كانت كل حياتي،،كل قواي موهوبة لأروع شيء في العالم .
– ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻟﺪﻧﺰﻳﻞ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ لما وصل الفيلم لهذه الروعه وهذا الوقع الكبير ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ، ﻛﺎﻥ ﻟﻪ تأثير ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻠﻤﻐﺰﻯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ .
دنزل واشنطون يستطيع تقمص أي دور ببراعة . . في جون كيو يلعب دور الأب الحنون المستعد للتضحية بكل ما يملك لأجل إبنه . . على النقيض دوره في فيلم FENCES يلعب دور الأب القاسي المجرد من المشاعر . . لا يحمل لإبنه ذرة حب أو شفقة . . دوران متوزايان متناقضان في شخص واحد . . عظيم هذا الدنزل !!
– يعالج الفلم ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ في أمريكا . . والتي نعاني منها هنا أيضا بكثرة في السودان للأسف الشديد .
– في قمة اليأس يرفع جون كيو روح ابنه المعنوية وهو على شفى حفرة من الموت
No goodbye
You know I don’t like goodbyes . . See you later
– لا تنخدع بتقييم ال imdb المنخفض شاهد واحكم بنفسك .
Imdb : 7.1