يُعد السودان من أكثر الدول تعدداً إثنيا وقبلياً؛ نسبة لاتساع رقعته الجغرافيه. و لكل قبيلة فيه أعراف، تقاليد، ولهجات تختلف عن سواها.
وفقا لهذا التنوع فإن الأزياء كذلك نجدها متعدده ومختلفه… تحدثنا الأسبوع الماضي عن قبائل النوبه في الشمال، أما اليوم سنقف علي أكثر وأكبر المناطق ازدواجاً.
ولايات دارفور الكبري حيث التعدد القبلي، وعلى الرغم من كثرة القبائل هناك إلا أنها تتشابه في معظم العادات والأعراف، فيغلب الزي القومي الرسمي علي النساء اللائي يرتدين التوب في أغلب الأحيان، فيما عدا بعض المناسبات وحفلات الزواج حيث ترتدي الفتيات فساتين مزركشه، ذات ألوان صاخبه. ويمشط الشعر وينثر عليه الودع الأبيض كزينه، أو خيوط الفل.و يغطي الرأس بطرحه عريضه تتناسب مع لون الفستان.
وأحياناً تُربط الطرحه في الوسط أثناء تأدية بعض الرقصات خلال مناسبات الزواج حيث تغني (الحكامات) أغاني حماسيه تلهب حماس الرجال، الذين يرتدون الجلابيه، وهي الزي القومي السوداني. أو ملابس كذلك مخصصه للمناسبات شبيهه بالزي الافريقي، ويؤدون كذلك رقصات محليه تسمي بالنقاره والمردوم بدق الأرجل علي الارض مع النساء، حيث يرتدين خلخال يصدر صوتا أثناء الرقص… ويعزف الرجال علي البوق والربابه، ويدقون علي الطبل.
أما الحكامات فيدقون أثناء الغناء علي القرع الفارق التي توضع علي إناء عليه ماء فتصدر أصواتاً طربيه.أما العروس والعريس فيرتدون الزي الرسمي، وتبدأ مراسم الإحتفال قبل تلاتة أيام ب”حنة العريس”
يوم الزفاف تزف العروس إلي بيت العريس بعد نحر الذبائح، وخلال مايسمي بالضريره يلبس العروسان في بعض القبائل “الزعافه” علي اليد، و هي ذات شبه بالحريره عند قبائل الشمال.
وبعد الحفل – حيث يطلق عليه هناك الشوبش- يبدأ الرجال في دفع المال للعريس، وأحيانا يُهدوه بالأبقار والماشيه. تُكمل بعدها الطقوس ب”السيره” إلي أحد الأشجار الكبيرة في المنطقه؛ ليقطع العريس منها فرعاً يسمي بال”برام”، ويتم إيقاد النار لتضع عليه العروس إناء إيذاناً ببداية مرحله الطبخ… أي بداية الحياة بمنزل الزوجية. حيث يصنع العريس بيتًا من السعف (قطيه)، أو مايسمي عند بعض القبايل – خاصه في شرق دارفور- بالسوكتايه، لتسكن فيه العروس الي حين وضع مولودها الأول، ومن ثم الإنتقال إلي منزل زوجها.
الاسبوع القادم لن نبتعد كثيراً عن قبائل الغرب، وسنحط الرحال عند كردفان، عروس الرمال وأرض الجمال.. ????