يفتخر السودانيون بأنهم صناع الثورات وروّادها في المنطقة العربية والأفريقية من خلال نجاحهم في إسقاط ثلاثة أنظمة ديكتاتورية عسكرية، بدأً من ثورة أكتوبر 1964 ضد نظام الفريق عبود، ثم ثورة أبريل 1985 التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري. و الثورة الحالية التي أسقطت نظام عمر البشير في أبريل 2019.
ثورة أكتوبر :
كانت أول ثورة شعبية في أفريقيا و العالم العربي، و اندلعت ضد نظام الفريق إبراهيم عبود الذي حكم البلاد لفترة ست سنوات، و على الرغم من أن نظامه نجح و اهتم بالبنية التحتية لكن عهده تميّز بالتضييق على الحريات و الحقوق بعد أن قام بحل الأحزاب و تعليق الدستور و اندلاع الحرب الأهلية بين شمال السودان و جنوبه، وانطلقت ثورة أكتوبر من جامعة الخرطوم وشاركت فيها الأحزاب السياسية و النقابات و الاتحادات ؛ و قُتل فيها الطالب أحمد القرشي و آخرون، و قد تحالفت كل الأحزاب و النقابات و الهيئات تحت اسم “جبهة الهيئات” و أعلنت العصيان المدني، و نتيجة للضغط الجماهيري و الإضرابات استجاب عبود لرغبة الشعب و أعلن تنحيه و حل المجلس العسكري و مجلس الوزراء، و تم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة سر الختم الخليفة وسميت بحكومة جبهة الهيئات.
و يعتبر السودانيون ثورة أكتوبر حدثاً مفصلياً في تاريخ السودان المعاصر، و قد ظلت بصماتها في الشعر و الفن السوداني خالدة، و تغنى للثورة عدد من الفنانين و الشعراء منهم محمد الأمين و محمد وردي و أبوعركي البخيت و الشاعر هاشم صديق وخليل إسماعيل و أم بلينة السنوسي.
ثورة أبريل :
بعد موجة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية و الوقود و تفاقم الحرب الأهلية في السودان، ضاق الشعب ذرعاً بالأوضاع المعيشية الصعبة فاندلعت ثورة أو انتفاضة أبريل ضد نظام الرئيس جعفر نميري، و كان يوم 26 مارس 1985 بداية التحرك الفعلي لإسقاط نظام النميري، حيث انطلقت المسيرات الطلابية من جامعة الخرطوم لتخرج بعدها مدن العاصمة الثلاث في مواكب هادرة وهي تهتف بشعارات ضد النظام.
استمرت التظاهرات لأيام في شوارع الخرطوم و المدن الإقليمية الرئيسية مثل الأبيض و ودمدني و عطبرة حتى أعلن النميري حالة الطوارئ في البلاد، لكن بعد يومين فقط من إعلان الطوارئ و تحديداً في يوم 6 أبريل 1985 انحازت القوات المسلحة إلى المتظاهرين بقيادة المشير سوار الذهب الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك.
و تعتبر انتفاضة أبريل واحدة من الأحداث المهمة في تاريخ السودان.
ثورة ديسمبر:
اندلعت ثورة ديسمبر في 2018 بعد شهور من انعدام البنزين و شح في العملة النقدية المحلية و الارتفاع الشديد لأسعار الدولار مقابل الجنيه السوداني. استمرت الثورة 4 أشهر حتى يوم 6 أبريل 2019 بعد الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، يدعون لإسقاط نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم و رئيسه البشير.
و في نهار 11 أبريل 2019 تم خلع البشير و إعلان مجلس عسكري اتقالي برئاسة الفريق أول عوض ابن عوف المحسوب على النظام السابق و هذا ما لم يرضى الشعب، وفي نهار يوم 12 أبريل 2019 تنحى عوض ابن عوف عن رئاسة المجلس العسكري، وتم تنصيب الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي بدأ بالتفاوض مع قوى إعلان الحرية و التغيير.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom