المشهد السياسي في السودان مربك ، فكل أطراف الحكومة الانتقالية غير متجانسة في أهداف الثورة وقضايا الانتقال الديمقراطي ، فصراع العسكر والمدنيين أصبح علي الهواء الطلق.
وكذلك صراع حلفاء الامس بين اجنحة الحرية والتغيير المتمثل في الجبهة الثوريه التي تضم الحركات المسلحة الموقعة علي اتفاق السلام والاحزاب الاربعه المتمثله في المؤتمر السوداني ، الامة ، التجمع الاتحادي ، البعث … التي يتهمها جناح الاصلاح داخل الحرية والتغيير بإختطاف الثورة والانفراد بالسلطة علي حد وصفهم والغريب ان الجبهه الثورية تشارك في جميع مستويات الحكم وتدعي الاقصاء والحرمان من المشاركه في مؤسسات الحكم.
تكتيكات سياسية تضر بمصلحة الاستقرار وبناء السلام الحقيقي علي الارض … ان محاولة ايجاد حواضن مختلفة للتحالفات التي تدير الفترة الانتقالية الان غير مجدية في تغييب هياكل السلطة الفعلية.
ان مفهوم الحاضنة السياسية مفهوم معيب وغير واضح وغير لائق بقضايا الثورة الحقيقية.
الصحيح ان الشعب هو حاضنة الحكومة التي أتت بتفويضه – ولكن هل فوض الشعب هولاء ؟
كيف يتحدثون عن حاضنة سياسية للحكومة ويغيبون هياكل السلطة الفعلية لمدة عامان ؟
ان صراع الحواضن مابين قحت 1-2 وبقية فرقائهم السياسيين لا تخرج من كونها صراع حول الذات ونكران المصلحة العامة ، لان في المصلحة العامة يكمن حكم الشفافية وبسط قيم الحرية والديمقراطية علي الصعيد العملي وليس النظري.
الغريب في هذا الصراع السياسي البراغماتي تجد الجيش فلك ثابت يدور حوله الفريقان بتودد مقزز ، بدأت بقوي الحرية والتغيير وينتهي الأن بمن يريدون تكوين حاضنة جديدة بمبررات أقرب بتكرار تجربة قحت الأولي.
معلوم ان العسكر يصنعون حواضنهم حتي يتمكنوا من الانفراد بالسلطة وهناك من بين الفرقاء من يقبل لعق البوت.
انه انقلاب مبهر بطعم التغيير تقوده اللجنه الامنية للبشير ، وعقارب الساعه تشير التي التحالفات والتسوية قبيل سقوط رأس النظام.
التشاكسات- والاجواء المتوترة والمشحونة قد تقود البلاد الي حافة الهاوية -مالم يتحلي الشركاء بالعقلانية ويعملون علي حل خلافاتهم والالتفات الي القضايا الملحة التي تهم الشعب ، فالازمات لازالت تحاصر البلاد من كل جانب فأزمه اغلاق الشرق لازالت تراوح مكانها مع تمترس كل طرف في مطالبه ورفضها التنازل عن تحقيقها … وغول الاسواق يلتهم جيوب المواطنين مع تمدد صفوف الخبز والوقود وازمات خانقه في الدواء وانعدام تام للامن.
البلاد في مفترق طرق اما الوفاق بين مختلف الفرقاء السياسيين من جانب والعسكريين من جانب اخر او الفوضي الشاملة التي قد تقود السودان الي المجهول.