تعرف على شخصيات سودانية …ثريا أمبابي
ثريا محمد أمبابي أحمد عبد الجيد، من مواليد أم درمان (شارع الشنقيطي) عام 1932م، نشأت بأم درمان، درست الإبتدائية في كلية المعلمات، والمتوسطة مدرسة أم درمان الوسطى، والثانوي مدرسة أم درمان الثانوية. وثريا أمبابي من أسرة تعليمية لها دورٌ وبصمة في التعليم، حيث إن والدتها زكية المغربي (من أسرة المغربي). ولها من الأخوات فهيمة، ومنيرة، ونفيسة، وزينب، وآمنة، وأمينة والأخيرة من الأوائل اللاتي دخلن جامعة الخرطوم.
بدأت ثريا أمبابي حياتها العملية بعد تخرجها من الثانوي بمدارس الأحفاد والمليك، ثم عادت مرة أخرى لتعمل معلمة بمدرسة الأحفاد، حيث لم يتجاوز عمرها في تلك الفترة 17 عامًا، وقد زاملت في المرحلة الثانوية مجموعة من زميلاتها اللاتي كانت لهن آراء حرة ضد الاستعمار، وهن سعاد الفاتح، وحاجة كاشف، وعزيزة مكي، وفاطمة أحمد إبراهيم، ومحاسن جيلاني، وأم سلمة محمد سليمان. كما أن ثريا أمبابي من مؤسسات الاتحاد النسائي السوداني في العام 1952م ومعها نفيسة أحمد الأمين، ونفيسة المليك، وأم سلمة سعيد، وبعد ذلك التحقت بهن سعاد الفاتح، وفاطمة أحمد إبراهيم. وبعد ذلك ظهرت فكرة الانتماءات (إسلامية، ويسارية).
في العام 1964م خرجت سعاد الفاتح وثريا أمبابي من الاتحاد النسائي وأسّسن جمعية النهضة مع السيدة/ رحمة عبد الله جاد الله والدة السيد/ الصادق المهدي، وبعد ذلك أسست ثريا أمبابي مجلة المنار في العام 1955م، وهي عبارة عن مجلة شهرية ثقافية اجتماعية التي كانت تمثل رئاسة تحريرها. كان من كتاب (مجلة المنار) الدكتور محمد صالح عمر، والأستاذة حكمات سيد أحمد ، والمحامي السياسي عثمان خالد، والأستاذ زين العابدين الركابي وعبد الله حسن أحمد (الوزير) وكانت تتحدّث هذه المجلة عن العديد من المواضيع الخاصة بالمرأة، واستمرت أكثر من 9 أعوام، ثم توقفت ثم عاودت الصدور مرةه أخرى في العام 1964م كما عملت ثرية أمبابي في الصحافة والإعلام ولها مشاركات في التلفزيون. وكان لديها برنامج عن المرأة مع عواطف الشيخ في عام 1965م وبرنامج إذاعي في الخمسينيات. ولكن لا نعلم إذا كانت هذه التسجيلات الصوتية موجودة داخل المكتبة الإذاعية أم لا. ولها صفحة أسبوعية عن المرأة في صحيفة (السودان الجديد) التي كان رئيس تحريرها أحمد يوسف هاشم وهي أول صحيفة سودانية مستقلة، كما أنها خاضت أول انتخابات برلمانية للجمعية التأسيسية ضد السيدة/ فاطمة أحمد إبراهيم في دوائر الخريجين وبعد ذلك لم تواصل ثريا امبابي كثيرًا في العمل السياسي وتفرغت لمهنة التعليم وأسست مدرستها الخاصة (العرضة جنوب) متوسطة وقد خرجت هذه المدرسة أجيالاً يُشهد لهم بالنبوغ والأمانة، كما شاركت في ندوة أقامها اتحاد جامعة الخرطوم أيام نميري 1976م وجميع محاضراتها وندواتها عبارة عن محاضرات تربوية وتوعوية في جميع مجالات الحياة.
أما عن حياتها الاجتماعية فهي أم لاثنين من الأبناء وهم مها محمد مدني سبال (ربة منزل) وهي أم لخمسة أبناء وزوجها المرحوم حمدي كامل أمين. وعبد الرحمن محمد مدني سبال (مهندس زراعي) وهو أب لخمسة أبناء. تميّزت ثريا أمبابي في أسرتها الممتدة بعلاقة حميمية مع أحفادها قوية ومتينة حيث المطارحة الشعرية والألعاب الرياضية إضافة للعلوم الدينية وكانت تعمل في فصول محو الأمية بالأحياء وتقيم ندوات داخل منزلها وكانت أبوابه مفتوحة لكل من طرق بابها بمشكلة أو عقدة لها الحل المنجز التام. ومن صديقات ثريا أمبابي العديد من القياديات السودانيات مثل السيدة فاطمة أحمد إبراهيم والدكتورة سعاد الفاتح والسيدات بثينة الشيخ القوصي وكلثوم عمر والمرحومة عزيزة مكي. وآمنة إبراهيم مالك.
أما مكتبتها الشخصية فهي مليئة بالكتب في شتى مجالات الحياة وتحتفظ بكتاب في ظلال القرآن لسيد قطب إلى جانب دواوين المتنبي وشعر أحمد شوقي ومؤلفات كثير من الأدباء والمفكرين. وكانت تمتلك عربة أستاندر في ذلك الوقت 1964م من مقتنياتها الشخصية المحفوظة في بيتها بالصافية بالخرطوم بحري ألبوم من الصور القديمة ونظارتها ومكتبتها الخاصة . وعن رحلاتها الخارجية فقد كانت هناك دعوات من قبل الحركات النسوية في تلك الدول للمشاركة فى (فرنسا وروسيا وبريطانيا ومصر) . والمملكة الغربية السعودية بغرض الحج. ومن الشخصيات المهمة من تلميذات ثريا أمبابي اللائي درسن على يدها (الدكتورة فاطمة عبد المحمود والدكتورة آمال عباس العجب. انتقلت ثريا أمبابي إلى جوار ربها في عام 1998م بمنزلها بالصافية ببحري ودفنت في مقابر البكري بأم درمان حيث تسكن أسرتها بالصافية منذ 1977م وحتى الآن. وما إن تمر بالصافية إلا وتجد كل بيت يعرف ثريا امبابي رحمها الله.