تعتبر علوم الفلك من أقدم العلوم التي اهتم بها اﻹنسان لتحديد اﻷحداث الفلكية وربطها بالتقويم السنوي ومواسم الفيضان والحصاد واﻹحتفالات الدينية وغيرها . في عام 1914م اكتشف عالم اﻷثار اﻹنجليزي جارستانق في العاصمة الملكية مروي بالقرب من منطقة كبوشية مرصدين فلكيين يحتوي اﻷول على عمود مربع وعليه مثلثات هندسية، والمرصد الثاني ثماني اﻷضلاع.وتوجد على حائط المرصد معادلات هندسية وفلكية. باﻹضافةإلى وجود رسومات لرجلين ظنوا في بادئ اﻷمر بأنهم علماء فلك ،لكن لاحقا تم التوصل إلى حقيقة أن الرسوم هي إرشادات للفلكيين بكيفية استعمال المرصد مدونة باللغة المروية. وقد تم التوصل إلى أن استخدام هذا المرصد الفلكي كان لمراقبة النجوم ، وأحداث التقويم السنوي باﻹضافة إلى اﻷحداث الفلكية اﻷخرى المرتبطة بالشعائر والمعتقدات الدينية ومواسم الزراعة.
لقد ساهم أسلافنا قدماء السودانيين في تطوير العلوم اﻹنسانية وقد وصلوا لمراحل متقدمة ومتطورة من علوم المعادن والمواد الهندسية والهيدروليكية وكان لهم تاثير عميق في انتشار هذه المعرفة على الحضارات القديمة. هذا مايثبت حقيقة أن قدماء السودانيين قد توصلوا لتقنيات منهجية لتدوين الملاحظات العلمية والفلكية وهذا يعكس قمة التطور والرقي الحضاري، والمستوى العالي من المعرفة والتعليم في السودان القديم.