التعليم هو عملية نقل المعلومات و المعرفة من شخص إلى آخر؛ سواء كان من الأهل إلى الأبناء أو من المعلم إلى الطالب أو من أي شخص لآخر، و حديثاً ظهر التعليم الإلكتروني و الذي يمكننا من تلقي المعرفة عن طريق الأجهزة. و لأهمية التعليم انتشر حول العالم منذ القدم و اختلفت الطرق و الوسائل التعليمية عبر الزمن، و في هذا المقال سنأخذ رحلة عبر الزمن لمعرفة كيفية ومدى تطور التعليم. في مرحلة ما قبل التاريخ و قبل اكتشاف الكتابة كان التعليم معظمه شفويا، ومن خلال المراقبة والتقليد. والتقاليد، وكانت المعتقدات، والقيم والممارسات والمعارف المحلية تتناقل شفويا من جيل لآخر عبر الأشخاص. كما يشار إلى القصص على أنها جزء من التقاليد الشفوية. بعد ذلك ظهرت الكتابة بطرق مختلفة و في عدة وسائل بداً من النقش على الحجر، الرسم بالجير و الحجر، استخدام الحبر و الجلود و الخشب، و بعد ذلك ظهرت الأوراق و سهلت كثيراً نقل المعرفة عن طريق الكتب، و في العصر الحالي ظهرت الحواسيب و الهواتف المحمولة التي تمكننا من التعلم بمخلف الطرق.
في العصور البدائية كان التعليم مقتصراً على صفوةٍ من الخاصة؛ كرجال الدين نتيجة سمو مكانة التعليم، وكان مقصوراً على تعلم رموز اللغة وفهم ما سجل في هذه الرموز من تاريخٍ ودينٍ وفلكٍ، ثم انتشر التعليم فيما بعد بين العامة، ولم يعد حكراً على الكهنة عند اليونان نتيجة عدم اهتمامهم به، وعدم إيلائه مكانةً كبيرةً.
في العصور الوسطى تم الاهتمام بالفلسفة والبيان بشكلٍ أكبر، مما جعل معلمي هذه المواد أحسن حالاً من معلمي مواد القراءة والكتابة، وكان رجال الدين في تلك الفترة يعلمون الناس القراءة والكتابة، وانقسموا إلى نوعين، معلموا المرحلة الأولى: وهم من يعلمون الأطفال القراءة والكتابة وبعض العلوم الأخرى، و معلموا التعليم العالي: يدرّسون الدراسات اللاهوتية في أمور الدين والعقيدة، وكانت هذه الدراسات حكراً على أبناء الملوك والخاصة.
في العصر الإسلامي كان للتعليم أهميةً خاصةً، فالكلمة الأولى التي نزلت من عند الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي: اقرأ، لذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول، ولم تكن مهنة التعليم حرفةً لكسب المال، وإنما خدمةً لها معانٍ دينيةً، وكان المعلمون في تلك المرحلة ينقسمون إلى: معلمو المرحلة الأولى أو الكتائب: وهم لديهم معرفةً متدنيةً وقليلة, و معلمو المساجد والمدارس: وهم الذين يتمتعون بالمكانة المرموقة نتيجة درجته العالية في العِلم والمعرفة.
في عصر النهضة تحسن التعليم كثيراً و أصبح هنالك فرق واضح بين معلمي المرحلة الأولى، ومعلمي المرحلة العالية أو الثانوية. و تطور التعليم بشكلٍ واضحٍ في عصر الإصلاح، فأصبحت منظمةً، ولها أصولٌ ووسائل، وأصبحت المواد تدرّس في الكليات والجامعات. أما العصر الحديث الحالي فأصبح التعليم عن بعد منتشر بشكل كبير حيث أصبح من الممكن للطالب أن يتعلم دروسا من المنزل و أصبحت هناك وسائل كثيرة تسهل عملية التعليم و ساعدت كثيراً في إنشاء جيل متعلم و مبتكر.
أخيراً و ليس آخراً التعليم ضرورة من ضروريات الحياة وأصبح منتشراً حول العالم, و أصبحت المنافسة في تطوير عملية التعليم لذلك يجب علينا الحرص على ابتكار وسائل جديدة للتعليم و الحرص على إنشاء جيل متعلم و مبتكر و مبدع. ” دع العلم يضيء فضاء الجهل كالنجوم “.
138
المقال السابق