الشيوعية هي مرحلة كان لابد منها في تاريخ البشرية .. تأتي بعد مرحلة الاشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة اللاقومية .. ويرى ماركس أن الصراع التنافسي للبرجوازية يولد العهد الكوسموبوليتي الذي يغلب عليه الطابع الاحتكاري وهو ان البشر ينتمون إلي مجتمع واحد بغض النظر عن التعددية الثقافيه لتلك المجتمعات .. ومنها يتحول الربح التنافسي للربح الاحتكاري .. وذلك سيؤدي إلى ثورات تفرض النظم الاشتراكية ويتقاضى كل فرد في المجتمع حسب عمله .. حيث يتم القضاء على الملكية الخاصة .. وتأتي الشيوعية كتطور تاريخي للاشتراكية.
ظل ماركس ومعظم ورثاء نظريته يصرون على معارضة العلم والتكنولوجيا والصناعه كما فعل الاسلامويين .. ولكن بمفاهيمهم الخاصه التي لا تناسب هذا الزمان أيضًا .. بمعنى ان التطور التكنولوجي في الصناعة الرأسمالية سيضاعف البطالة والإملاق للعامل !!
للذلك نجد العقيده الماركسيه والاسلاموية وجهان لعمله واحده وهي التمسك بنظريات وتشريعات اصبحت لا تواكب هذا العصر وتجدهم يمارسون العنصريه والبغض والاستعلاء والترويج بأنهم هم الخلاص والافضل لكل عصر !!
وحتي اذا حكموا تجدهم اسياد الدكتاتورية وكل شي مباح لحماية عقيدتهم السلطوية القمعيه !!
نحن في عصر ما بعد الماركسيه (الراسمالية) وما بعد الاسلاموية !!
كان التطور العلمي والتكنولوجي .. في عصر ماركس بطيئا بحيث من الصعب أحيانا ملاحظته إلا كل عقدين من السنين.. من هنا أصر ماركس على أنه لهذا التطور (أهمية كاذبة) لأن رؤيته أن العمل ذاته أهم من الآلة وان الآلة ستقود إلى مزيد من الإملاق والبطالة للعمال .. لأنها ستحل مكان العامل.
هذه الأفكار القديمة للأسف تبنى عليها سياسات واحزاب .. رغم انها نظريات كان لها دور عظيم في ذلك العصر.
من هنا رؤيتي اننا نعيش مرحلة اجتماعية اقتصادية وفكرية جديدة لا يمكن وصفها بالنظام الرأسمالي التقليدي .. بل نظام ما بعد الرأسمالية
وعلى الماركسيين أن يعيدوا النظر بقدس أقداسهم .. بالتحرر مما لم يعد مناسبا لمرحلتنا التاريخية بكل ما تحمله من نهضة علمية .. تكنولوجية اقتصادية.
وان الآلة لم تزد البطالة .. بل ضاعفت الإنتاجية والثروة الوطنية .. وباتت المتطلبات المهنية التكنولوجية ضرورة حيوية للصناعة .. فتطورت المدارس والكليات التكنولوجية .. بدونها لا تطور صناعي ولا إنتاجية قادرة على تلبية متطلبات السوق والمواصفات المطلوبة .. أي أن العمل تعمق طابعه الاجتماعي أيضا.
ماركس انتبه لهذا الأمر .. إذ نجد اتجاه آخر لماركس نفسه لم يوليه ورثاء نظريته أهمية كبيرة حيث يقول (إن العصورالاقتصادية تختلف عن بعضها البعض ليس بما تنتج بل كيف تنتج وبآية أدوات عمل)
كلام سليم يتناقض مع أقواله السابقة .. أو الأصح القول انه تطوير لرؤيته نتيجة التطور في الصناعة وانعكاس ذلك اجتماعيا.
إذن الأداة لم تغير أسلوب الإنتاج فقط .. ولم تقد إلى تعميق الاستغلال الطبقي واتساع البطالة .. بل غيرت الإنسان الذي يستعملها وغيرت مضمون النظام الذي أنتجها.
وهذا ما يجب ان يؤخذ في تطوير النظريات الاقتصادية والاجتماعية وصياغة الفكر السياسي المعاصر.
يتتبع…
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom