الحركات الفكرية بين الناس وفي المجتمعات قديمة قدم التاريخ، هي من صفات الإنسان التي لازمته في كل تاريخه، وكان للسودان دورا بارزا في هذه الحركه على مر التاريخ، لكنه مغمور بالتراب ومجهول للكثيرين بما فيه السودانيين انفسهم.
إن من أكثر الإتجاهات الفكرية في التاريخ هي الإتجاهات الفكرية المرتبطة بالأديان عموماً، سواء كانت أديان سماوية أو غيرها أو حتى منكري الأديان.
في العصر السابق والعصر الحديث انتشرت المذاهب والفرق المبنية على الدين وسادت على البقية، بالتحديد في منطقتنا ( منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ) أو مايعرف بالعالم الإسلامي، ومن بين هذه التيارات الفكرية أو الدينية طائفة ” القرانيين” وهي التي سننظر لتاريخها الحديث بصورة سريعة لكن ستكون نظرة بالعين الأخرى.
الفكر القراني هو :
“مسلك فكري إسلامي تعتمد فكرته الأساسية على الإعتماد الكلي على القران الكريم سواء في التفسير أو العبادات أو السلوك، وتنحية كل شيء غيره، وتحديداً تنحية التراث الإسلامي عامة وبالذات الأحاديث النبوية والتشكيك في نسبتها لنبي الإسلام الكريم، ويطلق على متبنيي هذا الفكر “بالقرانيين”.
تقول أغلب المصادر أنه كان هناك ظهور لهذه الفرقة في تاريخ العصور الوسطى، لكنه ظهور بسيط و متواضع، وهذا ناشيء من أن الدين كان هو المحرك للدول وهو أساس الإعلام والتواصل بين الحاكم والرعية، وكانت المدارس الفقهية لها القدح المعلى من الحظوه لدى أنظمة الحكم، وهي الجهاز الإعلامي للدولة ونفوذه وسلطته قويه جدا تستطيع سحق كل مايقف في طريقها.
ويمكن أن نعتبر أن الحركه المحدودة التي نشأت في الهند التي نشأت على يد السيد أحمد خان (1817م-1898م) هي أقرب الحركات لحركة القرانيين وإن كانت ليست مباشرة، حيث اعتمدت على تفسير تجديدي للقران مع وضع قيود على الاحاديث النبويه لكن لم يتم ر رفضها.
في العصر الحديث أغلب المصادر تذكر أن الشيخ الازهري السابق أحمد صبحي منصور هو أول القرانيين حيث أعلن عن فكره وحركته في العام 1977 وقد أطلق تسمية أهل القران على فكره وعلى أتباعه .
لكن دعونا نتجه للسودان ولحركة القرانيين به لنرى من لهم السبق في هذه الفكرة .
فعندما نأتي للسودان يتضح لنا الريادة التاريخية، حيث أول من أعلن انتماءه الفكري للقران دون سواه في تعبداته ورفض التراث رفضا تاما هو الباحث “أرصدعلي عمر” حيث أعلن عن فكره في العام 1965م سابقا غيره, ولم يكن إعلان عقدي فقط، بل يكن يخرج للأسواق ويضح طرحه للناس, لذلك أطلق عليه السودانيين مؤخرا لقب” شيخ القرانيين السودانيين” والحقيقه هو ” شيخ القرانيين”.
لكن ينسب الكثير من المتابعين الصعود الجديد للقرانيين للدكتور المهندس السوري محمد شحرور الذي بدأ في البحث في القران العام 1970 وظهر أول كتاباته في العام 1999.
لكن لو نظرنا نجد الباحث السوداني محمد أبوالقاسم حاج حمد له السبق على محمد شحرور، فقد ظهرت أول كتبه الفكرية القرانية العام 1979 قبل ظهور كتب محمد شحرور، كما أن محمد شحرور ذكر أن استفاد واستعان بأفكار محمد أبو القاسم حاج حمد في اطروحته.
لكن الظهور العالمي الكبير للقرانيين السودانيين والذي أصبح على كل لسان وكتاب فكان عن طريق “نظرية اذان الانعام” للدكتور عماد محمد بابكر حسن وأخوه المهندس علاء الدين 2011.
وأصبح عدد القرانيين السودانيين في ازدياد مضطرد، خصوصا بعد التغيير.
والآن الساحة العالمية امتلأت بالقرانيين من كل الإتجاهات، ومازال دور السودانيين مجهولا، ليس لشيء سوى عدم اهتمامهم بإظهار تاريخهم وأسبقيتهم، لذلك يجب أن تهتم الأجيال بالتاريخ والتوثيق لتحفظ هذا الإرث من الضياع.
المراجع
1- ويكيبيديا الموسوعه الحره ( السيد احمد خان).
2- لقاء مع ارصد علي عمر على منصة اليوتيوب.
3- صفحة وموقع اهل القران ( ادارة احمد صبحي منصور).
4- الكتاب والقرآن , قراءة معاصرة لمحمد شحرور ( 1990).
5- جدلية الغيب والإنسان والطبيعة لمحمد ابوالقاسم حاج حمد (1979م)
6- اذان الانعام لعماد وعلاء محمد بابكر حسن 2013
2 تعليقات
لا
ليست فرقة ضالة
بل هي منهج الاسلام الصحيح الذي تم تزويره بالمرويات والمذاهب والشرك بآيات الله
وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى
هو القرآن وليست السنة المزعومة بدليل ان الرسول نطق به فقط
طبعا تعتبر إحدى الفرق الضالة إذ لا يستقيم الأخذ بالكتاب دون سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي التطبيق العملي للقرآن الكريم، وكما ذكرت الآية الكريمة (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى)