قد نُدرك أهمية بعض الخطط والمشاريع التي نفكر بها ونترجمها على أرض الواقع من أجل إنجاز أشياء جديدة في حياتنا وأهداف نتطلع لتحقيقها دائماً بشتى السبل والوسائل، ولكن بحسب مقولة “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة” يجب علينا وضع الخطط المناسبة والمنطقية وفي حدود الواقع والمعقول، فقد تخيب الظنون والتوقعات وتفشل الخطط والحسابات ونتحسر عليها لاحقاً لنتائجها السلبية ونندم بعدها حيث لا ينفع الندم ولا التحسر.
وغالباً ما يكون الإختيار الخاطئ سبب رئيسي ومباشر في ذلك، سواء كان إختيار الأشخاص أو المكان والزمان الغير مناسبين أو طبيعة العمل نفسه وغيرها من الأسباب، بعد ذلك تأتي الأثار المترتبة على ذلك الخطأ في الإختيار من أفعال وتصرفات تعكس مدى أهمية وحجم ذلك الخطأ، ولكن كلنا يعلم أن الزمن لن يتقهقر إلى الوراء ليسمح لك بتصحيح المسار مجدداً وإنقاذ مايمكن إنقاذه.
هكذا ستجد نفس المصير اذا سيرت قافلة حياتك في طريق أنت تعرف صعوبات العودة منه مسبقاً، بالرغم من أن المغامرة والمجازفة جزء كبير في حياتنا لذلك دائماً مانبادر في خلق مغامرات وفرص جديدة لكسر روتين الحياة المُمل، وتجنب التقليد الأعمى للثقافات والتغيير من نمطية العادات والتقاليد لمواكبة مستجدات الحياة وتطوراتها، وتبدأ رحلة البحث عن بر الأمان للخروج من النفق المظلم الذي ندخله والطريق الوعر الذي نسلكه، رغم أنه لا يوجد بر أمان بالصورة المطلقة ، فكل من كان لنا منفذ من ضيق أو فرج من هموم وغموم إعتبرناه بر أمان بالنسبة لنا، وكل من نلجأ إليه في أوقات نحتاج فيها إلى أشخاص بجانبنا قد نعتبرهم بر أمان إلينا، لذلك تكون الطمأنينة والراحة النفسية والجسدية شعور وقتي وأشياء نحس فيها بالأمان فنعتبرها ذلك الملاذ الأمن الذي كلما غرقنا في بحر الحياة وجدناه منقذ لنا، وكل ما توهتنا الظروف والأقدار كان هو المنفذ الوحيد والطريق المعبد المؤدي إلى بر السلامة، وبما أن الأمان يمكن أن يتمثل في شخص، تبقى الأم دائماً هي الأمان لأبنائها وللمجتمع أيضاً، ” فالأم مدرسة إذا أعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق”.
لذلك يحترمها الجميع ويتمنوا مقامها فهي الملجأ والمأوى و هي كل شيء جميل وأمن في هذه الحياة، فالخوف من المستقبل أكبر مهدد للأمن والخوف المتكرر والتفكير فيما هو قادم من حياة وتخيل صورتها المقلقة والمُربكة إلى جانب واقع معاش غريبة هي صورته التي تبدو باهتة وغير واضحة، معكوسة في وصفها ، مقلوبة في وضعيتها، يشق عليك تفسيرها وشرحها، قديمة جداً في ملامحها، لا تواكب حاضراً جرفته رياح التغيير والتطوير والتجميل في كل شئ .
الكثير من الناس أصبحوا يتهربون من المسئولية في حياتهم تخوفا من المشاكل وما تصحبه تلك المسؤوليات من جدل واختلاف أراء، سواء كانت مسؤوليات مجتمعية أو تحمل أعباء سياسية أو حتى مسئولياتك المنزلية تجاه أقاربك ومعارفك وأهلك، فتحملها قد يلزمك ببعض الواجبات ويمنع عليك بعض الحريات، فلا تخلو حياة أي فرد منا من الضغوطات بغض النظر عن مصدرها، وأكبرها قد يدخلك في دوامة نفسية تفقد البعض صحتهم العقلية والجسدية وأصغرها يخلق القلق وعدم الاستقرار للبعض الأخر، وكلامها يسعى جاهداً للخروج من تلك الأزمة إلى بر الأمان، ليتنفس الصعداء ويأخذ شهيق فيه أوكسجين للنفس وراحة البال، ويخرج زفير فيه من التعب والضغط والألم يكفي إلى ما وصل إليه.
ورقة أخيرة
بالرغم من المشاكل والتحديات التي تواجهك والخوف المتكرر الذي يفقدك طعم الحياة ويجعلك موقن تماماً أنه لا يوجد بر أمان بصفة مطلقة في هذه الحياة، فالصدمات التي تؤثر على سلوكك ونفسيتك وتهزك من الداخل قد تظنها أنها لن تمر وتذهب إلى طي النسيان، لكن هناك بعض من الرفقة الصالحة والأخوة الصادقين ممن يخفف عليك وتشعر بهم ومعهم أنك وصلت إلى بر الأمان بالتخفيف عنك ونصحك فتشعر بالطمأنينة وعدم الخوف معهم، حتى في الحب هناك إنسان نشعر رفقته بالأمان رغم أنه يبقى أمان لحظي فإن ذهب أو غاب الحبيب تألمنا، مما يعني أنه غير موجود، هي مجرد مشاعر وأحاسيس تمتلك قلبك وتجعلك تؤمن بأن من تحب وتهوى هو دائماً دارك وملاذك الأمن.
1 تعليق
احيان كثير شتد الشتاء وتتساقط جميع الاوراق الاواحد تصمد رغم العوامل الخارجية، حتي يحل الربيع المنتظر…
ابداع يا سيد عمر الفاروق..