لكي تنجح منظومة اللعب في كل نادي رياضي بالتأكيد ستحتاج إلى عدة عوامل تساعدك في تلك المهمة.
لنتحدث عن أهم تلك العوامل و هي ما يتعلق بالجانب البدني للاعب كرة القدم و الطريق نحو البطولات.
في العادة يصب الجمهور معظم تركيزه على تكتيكات المدرب و ماذا فعل لاعبهم المفضل و كمية إنقاذات الحارس للأهداف المحققة ، لكن ما يفعله المعد البدني خلف الكواليس يستحق الثناء أيضاً ، فهو ركيزة أساسية في كل بطولة ستدخل إلى خزينة النادي و لولاه لفشلت جميع الخطط.
1/ ألبيرت روكا :
بعد توقيعه لعقد إنقاذ سفينة برشلونة من الغرق ، كان الهولندي كومان يعلم أن المشكلة تكمن في عدم مجاراة لاعبوا البارسا للخصوم في شوط المباراة الثاني أي أن المشكلة بدنية في المقام الأول ، حينها طلب من إدارة النادي إستقدام الخبير البدني ألبيرت روكا ( عمل سابقاً في البارسا مع المدرب ريكارد ) و بارتريس من نادي إسبانيول لمرافقته في تلك المهمة و التي تبدو صعوبتها واضحة عند النظر لمعدل أعمار اللعيبة.
لكن ليتخلص كومان من هاجس معدل الأعمار و الإصابات المتوقعة قرر أن يضم لطاقمه الدكتور لويس تيل من نادي موناكو (عمل سابقاً في البارسا مع المدرب ريكارد ) و الذي يتخصص في مجال التأهيل بعد الإصابات.
إذا وضعنا نظرة على الجانب البدني لنادي برشلونة الحالي ، ستكتشف أن في النصف الثاني من الموسم و في بطولة الكأس تحديداً لعبت التشكيلة الأساسية ثلاثة مباريات مدتها الزمنية 120 دقيقة و بمستويات ممتازة لم تحدث في الماضي القريب بل و التتويج بتلك البطولة مؤخراً ثم العودة من بعيد و المنافسة على لقب الدوري.
2/ بينتوس.
الأسلوب الذي كان يعتمده المدرب زيدان في فترته الأولى مع ريال مدريد هو أسلوب اللعب المباشر من تمريرات طولية للمهاجمين أو الإعتماد على الضربات الثابتة و العكسيات التي تأتي من الأروقة لذلك قبل أن يخطو في تلك المسيرة المليئة بالألقاب طلب أن يرافقه أحد أفضل المعدين البدنيين ؛ بينتوس الذي يُلقب ب(السوط) نسبة لحرصه الشديد فيما يتعلق بتطبيق أصعب التدريبات البدنية.
في تلك الفترة و تحديداً موسم 2017 كان نادي ريال مدريد في أقوى حالته البدنية حتى بعد مغادرة زيدان في الموسم الذي يليه لم يخسروا قط بسبب إنخفاض اللياقة البدنية بل بسبب أفكار المدربين.
في 2019 قرر بينتوس الرحيل نحو ميلانو لمرافقة المدرب كونتي و مهمة العودة بإنتر ميلانو إلى سابق مجده ، لم يحالفهم الحظ في أول موسم و لكن إذا نظرنا حالياً إلى جدول الترتيب في الكالتشيو سنرى أن إنتر ميلانو يعلو الجميع و مسألة فوزه بالدوري تتعلق بالوقت فقط.
3/ اندرياس كورنماير.
بعد تعيين يورغن كلوب مدرباً و قائداً لمشروع نهضة نادي ليفربول لم يطيل الإنتظار حتى بدأ بالبحث عن خبير بدني يرافقه في الميلوود ، إتجهت المؤشرات نحو أندرياس كورنماير المرتبط مع نادي بايرن ميونخ و الذي بدوره لم يبخل به على نادي ليفربول.
ذهب كورنماير نحو الأنفيلد بتقنياته الحديثة و أفكاره المتجددة ليظهر فريقاً يجري بلا هوادة ، ثم صنع مجداً خاصاً به أنه و لثلاثة سنوات كان مقدوراً لكلوب المنافسة بنفس العناصر في كل البطولات و الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي مرة ثم نهائيين متتاليين في البطولة الأعظم دوري الأبطال و السباق على لقب الدوري حتى أخر جولة.
الحصيلة النهائية التتويج ببطولة الدوري بعد ثلاثة عقود من الزمن و بطولة دوري الأبطال الغائبة عن خزائن النادي منذ العام 2005.
1 تعليق
معلم انت ياخ