الاسلام هو حداثة الجاهلية وتنويرها .. والحداثة هي الحرية .. ولا حداثة بلا تنوير !!
فالاسلام كان التنوير المطلوب لإعطاء الفرد الحرية من قمع الجاهلية وسيطرتها على المجتمع.
أسياد الفقه .. لا يستطيعون إخراج مشروعا معرفيا قادرا على إنتاج فكر متجدد ليخدم المجتمع !
كل نتاجهم هو تجارة لن تبور !! متناسين أن لكل زمن متطلبات!
فنجد كل همهم ان يعيشوا في تدوير تاريخي (ناقل ومنقول) ممنهج لذات الصراع نفسه .. الذي تم تسويقه كعقيدة مترسخة في شخصية الفرد والمجتمع برغم تلك المعطيات الكونية المحدوده .. التي أدمت سلطة أسياد الفقه والمشائخ !! للتحكم في المجتمع وتفكيره والترويج بانهم اعلم من في الارض !!
فهل يستحق ان نطلق علي رجال الدين علماء !؟
للعلم طريقان لا ثالث لهما
الاستدلال العقلي و الاختبار التجريبي
فلماذا يطلقون على ما يسمى مفاهيم الدين علما ؟
وهي في الحقيقة ليست استدلالية و ليست تجريبية .. إنما هي أن تؤمن بها كمسلمات دون التفكير والخوض فيها و حثك على عدم الشك وإدخال العلم في الدين إلا من منظورهم … فأنت مسلم لابد أن تسلم عقلك للمشائخ حتى في المواضيع الغيبية (والذين يؤمنون بالغيب) أي أنهم لم يدخلوا العقل في التصديق والتجريب فآمنوا.. والمؤمن هو المصدق الذي لا يحتاج إلى تجريب او برهان
إذن لماذا يصر رجال الدين على تسميتها علوما ؟ و لماذا يلقبون انفسهم علماء ؟!!
ولماذا ينظرون إلى القضايا العلمية بمنظار الدين ؟
ولماذا يسعون في إحجام العقل والمنطق ؟!
ورغم ذلك تجدهم في نشوة حين يستطيعون جر العلم من المعمل إلى المسجد ويبدؤون في محاسبته بالنصوص الفقهية بدلا من المعادلات الرياضية؟
منهج العلم مختلف عن منهج الدين .. وهذا لا يعيب كليهما ولا يعني بالضرورة ان النقص كامن في أحدهما .. فالمقارنة لا معنى لها هنا!
فالعلم هو تساؤلات مستمرة وبحث عن العلة والسببية في جميع المجالات ومتجدد على حسب المعطيات المتاحة !
ولكن لا قلق منهم وما يقولونه الآن !!
فقد حرموا التلفاز في القرن الماضي … وبعدها آتت القنوات الفضائية ! ووصفوا كل من أتى بها إلى منزله أنه يروج للدعارة ويحب ان تشيع الفاحشه بين الناس ويسعى في خرابها !!
ونالت المرأة نصيبًا من تلك التحريمات .. فحرموا تعليمها ! لأنها ناقصة عقل ودين .. وكل ذلك خوفًا على فرجها لانها ضعيفه منقاده ستجلب العار للأسرة والمجتمع بعلمها !!
وبعدها حرموا التصوير والظهور في القنوات .. ثم آتي تحريم الدستور والانتخابات والقوانين .. وحرموا كل ما يصنعه الكفار من تطور خدمي .. وحرموا التجارة والاستيراد والتصدير مع الدول الكافرة !!
ولكن كل ما حرموه سابقا هم الآن أكثر منا استخداما
لذلك أتت تشريعات جديدة تستبيح كل ما سبق من نفس العقليات السلفية ولكن بروايات أخرى والاستفادة من الناقل والمنقول وصرف النظر عن تلك الروايات التي تم منها تشريع التحريم في ذلك الوقت !!
وكأن مفهومهم للدين انه أتي لكسر تطور الانسان الفكري في الزمان والمكان ووضعه في قالب معين وهو رفض الجديد وإبعاده من الحداثة !!
لذلك أي فكر جديد خارج الصندوق سيحارب فلا تيأس من عدم الاستيعاب والفهم والرفض !
فقد يأتي زمان يكونون فيه هم آسياد الترويج للنهضة والفكر والمعرفة وإقامة الحريات ! والرجوع لأهداف الدين الاساسيه وهي زرع الأخلاق الحميدة في المجتمع ودحر الجاهلية و إستنكار كل فكر خاطئ يعارض تطور المجتمع !!
الخلاصة :
كل قرن تسبقه جاهلية فليس هنالك ثوابت !! فكل عصر يأتي عصر افضل منه في حداثته .. فيصبح العصر السابق ضمن الجاهلية !!
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom