بقلم: عدي عبد العظيم
وسائل الإتصال وتأثيرها في تكوين الصورة الذهنية
¤ مما لاشك فيه أن لكل شخص ولكل فرد في المجتمع تصوراً خاصاً وإنطباعًا عاماً تجاه الأفراد والمؤسسات والجماعات الإجتماعية والأيديولوجيات الفكرية المتعددة.
تتكون هذه التصورات والانطباعات تحت تأثيرات عِديدة تساعد في تكوين ما يمكن تسميتُهُ ب “الصورة الذهنية”.
تعريف الصورة الذهنية:-
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﺘﻢ إستخدامه ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍلإﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ، ﻭﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﺗﺼﻮﺭﻩ، ﻭﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻛﻴﺎﻥ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻱ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ.
ﺗﺼﺪﺭ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﻣﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ إﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ.
¤ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ.
ويمكن القول بأن الصورة الذهنية ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ يتكون في الذهن والذي ﻳﻜﻮﻧﻪ الفرد عن ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺃﻭ الجماعات أو المؤسسات ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺼﻮﺩ.
¤ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ :
ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ( ﻓﺮﺍﻧﻚ ﺟﻔﻜﻴﻨﺰ ) ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
1- ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ .
2- ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ .
3- ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮبة
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
4- ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ
ﻭﻫﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ.
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ : ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ .
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩًﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ، ﻭﻳُﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ .
¤ تأثيرات وسائل الاتصال في تكوين الصور الذهنية للأفراد عن ما حولهم :
– ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮﺭ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ يحيط به ، ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺒﺮﺍﺗﻪ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍلإﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلإﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﻹﺑﻬﺎﺭ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ، ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﻓﻮﺭﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﻬﺎ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﺿﺨﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻊ ﺻﻮﺭ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺗﺰﻳﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ( ﺃﻭ ﻧﻘﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ) ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﻫﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ اﺧﺮ، ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻈﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ” ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ” ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺇﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﺎﺛﻼً ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻋﺒﺮ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺁﻟﻴﺎﺕ : ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺔ، ﺍﻟﺤﺸﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ، ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ … ﺇﻟﺦ .
ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﺮﻗﺘﻬﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ، ﺃﻭ ” ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ” ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ، ﻟﺘﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺮﺗﻤﻲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ، ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ، ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻴﺰ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻭﺍﻷﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻟﺘﺴﻠﻢ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ
¤ تأثير الأسر والمجتمع في تكوين الصورة الذهنية :
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺘﺨﻴﻞ، ﻓﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺳﻴﺨﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﻭﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺣﻘًﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﺭ ﺁﺭﺍﺀ ﻭﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺳﻠﻮﻙ جماعي معين ﻭﺗﺼﻮﺭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ بشكل منظم وفق ضوابط محددة تحددها الجماعات الإجتماعية.
¤ ختاماً
إن الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال المتعددة والمتنوعة لهوَ دور كبير وغاية في الضخامة تجاه تكوين الصور الذهنية للأفراد، فوسائل الإعلام مثلاً تقوم بأدوار فاعلة في رسم الصور الذهنية لأفراد المجتمع تجاه ما يحيط بهم من مؤسسات وجماعات اجتماعية وحتى أفكار ثقافية أخرى، وقد ﻟﻌﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﺧﻄﻴﺮﺍً ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻛﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺜﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
اﻹﻋﻼﻡ ﻳُﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻨﺎ ﻋﻦ ﺟُﻞّ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، وهنا يمكن القول بأن ما يتلقاه الفرد من وسائل الإعلام غالبًا ما يكون قابلًا للتصديق لأن ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻓﻘﺎً ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ – ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .. ﺇﻟﺦ . ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻴﻦ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﺗﺪﻋﻢ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑُﻌﺪﺍً ﺃﻭﺳﻊ، ﻟﻜﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻠﻖ ﺻﻮﺭﺓ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom