معاناة من نوع آخر

بعض المعاناة مؤلمة جداً خاصة إن كان بها ظلم واضح من قبل المسئولين، الذين يسرقون تعب الضعفاء في بعض الأحيان فالأمر يحتاج إلى  وقفة من قبل الجهات المسئولة وإلا ضاع ذاك  الأمل.

 في هيئة المياه هناك ارتفعت أصوات العمال واللجنة التسييرية لهم مطالبين بحقوقهم في الراتب وبدل الإعاشة، وبدل العلاج وغيره، ولكن ليس هناك جدوى من ذلك خاصة أنهم ارهقوا بعد أن أعلنوا إضرابهم لمدة طويلة جدا، مطالبين من إدارة الهيئة تنفيذ مطالبهم البسيطة من مرتب مجزي وغير ذلك.

 في هذا الوضع الراهن يحتاج أقل عامل إلى مرتب يكفي قوت يومه ولكن بدلاً عن ذلك لم يتم صرف أي مرتب لهم، بل زادت عليهم الضائقة المالية وباتو يشتكون الحال الذي يغني عن السؤال، فالأمر أضحى صعبا للغاية وعمال المحطات يعانون كثيرا من سوء الخدمات، حتى في المناطق البعيدة نجد أن العامل يعاني كثيراً في جلب البطاطير من منزله، إضافة أن المكان برغم وجود العقارب إلى أن الهيئة لم توفر للعامل بوت لتوصيل المياه.

 كل هذا وذاك من مقومات العمل ليست جيدة، فالموظف البسيط في هيئة المياه ما يزال يصرف ٢٠٠٠ جنيه في هذا الوضع الراهن، وما يزال يشاقي طول اليوم ولكن دون جدوى.

 لم يحتمل الأمر وأصبحت هناك معاناة من نوع آخر مما اضطر جميع العاملين من التوقف عن عملهم ومواصلة الإضراب، لعل وعسى أن يهتم المسؤولين بتوفيق أوضاعهم.

وفي وقت سابق أكدت اللجنة التسييرية في تصريح صحفي مزيل باسم رئيسها منى عبد المنعم تسليمها مذكرة بالمطالب إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء ومدير وزارة البنى التحتية الولائية ولجنة إزالة التمكين ومدير هيئة مياه ولاية الخرطوم، وطالبت اللجنة التسيرية هذه الجهات بعقد اجتماع  خلال ٧٢ ساعة وشرحت لهم خطورة الوضع مع الإعلان عن الإضراب بعد الوصول مع مدير الهيئة إلى طريق مسدود في تحقيق المطالب المرتبطة وفق استحقاقات العاملين وفق اللائحة المالية ٢٠٢٠م، ومحاربة الفساد والكشف عن تفاصيل وميزانية العمرة السنوية لمصادر المياه بالهيئة، مشيرة إلى أن عدم كفاءة العمرة يعني معاناة المواطن خلال فصل الصيف بانقطاع المياه نهائيا في مناطق مختلفة من الولاية وشحها في مناطق أخرى كما يحدث كل عام.

إلى متى يستمر هذا الحال في هذا الوضع الراهن؟ وما زال القوى يسلب حق الضعيف!.