Rose Island 2020
ألم تسأل نفسك يوماً ماذا لو كان بامكانك التخلص من كل تلك القوانين التي تقيدك، والعيش وفق لقوانينك الخاصة؟
ألم تحلم ولو لمرة بإنشاء عالمك الخاص والعيش فيه حراً طليقاً ؟
حسناً… بالنسبة ل”جورجيو روزا” فقد أصبح الحلم حقيقة واقعة..
بداية الحلم
في عام 1967 وعندما كانت إيطاليا غارقة في الإضرابات السياسية، كان “جورجيو روزا” قد تخرج لتوه من الجامعة، شخصية متمردة حالمة بالعيش وفق قوانينها الخاصة، يتجول في الشوارع بسيارته العصامية، منغمس في هذيانه الغريب محاولاً إثارة اعجاب صديقته السابقة “غابريلا”، بعفوية وبنفس تلك الطريقة الغريبة يشرح لضابط الدورية لماذا يقود سيارة بدون لوحة أرقام او ترخيص، فالبنسبة له هو لايحتاج إلى أوراق للسيارة أو رخصة قيادة لأنه وببساطة لم يشتري السيارة بل صنعها بنفسه.
يحاول جورجيو بكل الطرق إثبات وجهة نظره لصديقته وللشرطة، ليصل بعدها إلى قناعة تامة بعدم جدوى محاولاته في أن يعيش وفقاً لقواعده في هذا النظام، فيقرر بعدها بناء عالمه الخاص به.
بمساعدة صديقه “موريزيو” يقوم جورجيو ببناء منصة تبلغ مساحتها 400 متر مربع في المياه الأقلمية الدولية على بعد 10 كلم من السواحل الإيطالية.
وفي عام 1986 أعلن جورجيو استقلال المنصة تحت اسم “جزيرة الورد” مع لغة رسمية وطوابع بريدية وجوازات سفر، وأعلن نفسه رئيساََ للجزيرة. ليجذب الخبر فضول الإعلام العالمي ويستحوذ على العناويين الرئيسية مما يكسب الجزيرة شهرة واسعة لجذب السياح.
مواجهة بين الحلم المجنون والبيروقراطية المتسلطة
كل الحكومات مهما ادعت الديمقراطية فهي تنتفض ضد أي محاولة لإنشاء نظام سياسي جديد ومختلف، تسعى جاهدة بكل الطرق للقضاء على أي كيان لاتستطيع السيطرة عليه، وهو ماجعل جورجيو في مواجهة مباشرة مع الحكومة الايطالية والتي اعتبرت الدولة الناشئة بمثابة انتهاك لسيادتها ووسيلة غير قانونية لجمع الاموال من السياح والتهرب من الضرائب.
تتحول الجزيرة إلى قضية عالمية تناقش في الأمم المتحدة والأتحاد الأوروبي وحتى في ساحة الفاتيكان الذي يتبنى قناعة واحدة، وهي إغلاق الجزيرة لرفضه القاطع لكل تلك الممارسات التي تتم على الجزيرة.
بسيناريو يغلب عليه الطابع الكوميدي الساخر نجح المخرج الايطالي”سيدني سيبيليا” في سرد الأحداث الحقيقية لجزيرة الورد،ليصحب المشاهد في رحلة ممتعة بصرياََ مليئة بالألوان الزاهية التي تعكس طبيعة المجتمع في تلك الحقبة في إيطاليا.
وكما هو الحال في معظم الهياكل السردية الكلاسيكية، يبدأ سيدني مراحل سرد القصة من النهاية ، عندما يذهب جورجيو إلى مجلس أوروبا في ستراسبورغ للحصول على الشرعية الدولية من أجل الاعتراف بدولته، ثم يعود بنا إلى الوراء لنفهم دوافع هذا الرجل للقيام بذلك، وكيف قام به.
وبالرغم من تلقائية معظم الحوارات في الفيلم، إلا أن الحوارات بين الأطراف السياسية جاءت قوية ومثقلة بالرسائل الضمنية المختزلة في عبارات عبثية ساخرة،ولعل الحوار بين ممثل الحكومة والفاتيكان هو أصدق مثال على ذلك.
نظرة خاطفة على الشخصيات
قدم “إيلينو جيرمانو” اداء رائعاً في تجسيد شخصية “جورجيو روزا” بتعبيراته الساخرة وطريقتة العفوية في طرح افكاره الثورية المجنونة ، وبخلاف “جيرمانو” فقد جاء اداء بقية الطاقم باهتاً نوعا ما ولعل ذلك يرجع الى ضعف السيناريو في بناء الشخصيات الثانوية لذلك جاءت سطحية وبدون دوافع شخصية.
من ناحية أخرى كان الظهور المميز للممثل الألماني “توم ولاشيها” بشخصية “نيومان” جندي الماني هارب يعيش بدون جنسية والذي يحول الجزيرة لمنطقة جذب سياحي بعلاقاته الواسعة ليعين بعدها مسؤولاََ عن الدعاية والترويج في الجزيرة ويكون أول شخص يحصل على جواز سفر في جزيرة الورد.
قد لاتمثل روز ايلاند يوتوبيا واقعية الا انها وبلا شك كانت صرخة من اجل الحرية، ورمزاََ للحلم المجنون والذي يمكن تحقيقة بالعزيمة والإصرار.
التقييم
IMDB 7/10
Rotten Tomatoes 78%
“جزيرة الورد” فيلم يدعونا لاستغلال إمكاناتنا والسعي بكل شجاعة لتحقيق احلامنا،،،،