565
في هذا العام (2020م) كثر موت الفجأة لدرجة لا يصدقها العقل البشري، فقد رحل شباب وفتيات وشيب في صمت شديد، وأكثر ما يذهل أن يخبرك احدهم (والله كان معاي هسه وما عندو شي) وتبقى عبارة (ياحليلو متين مشى) هي الطاغية بين الأشخاص (وما كتير على ربه)، ويدخل البعض في نوبة من الهستيريا بينما يستسلم البعض الآخر لأمر الله وقضائه… يااااه… ما ادهشني قبل ١٠ أيام وفاة جدي بنفس الطريقة الغريبة والمذهلة، بعد أن كان يشاهد معنا التلفاز في إحدى القنوات العربية ويضحك مع اخوتي ويمازح هذا وذاك، وما أن لبث قليلاً حتى تحرك إلى سرير نومه لتتفاجأ به شقيقتي بعد مرور نصف ساعة مغشياً عليه أرضاً دون سابق إنذار، وهو بكامل عافيته وعند محاولتنا لايقاظه لم يستجب وذهبنا به إلى المشفى ليأتي تقرير الطبيب أنه رحل، حقا لم يخبرنا بأنه راحل إلى الأبد خاصة أنه كان لايشكو من أي أمراض وكان بكامل عافيته، ولكنها الدنيا اخوتي تأخذ الطيبين ولا يكون لدينا أي حيلة فلا البكاء يرجع الميت ولا النواح، فقط الدعوات هي التي يحتاجها الميت في ذاك الوقت فكلنا راحلون ولكن في أزمان مختلفة.
في زيارتي مؤخرا لقبر جدي في الجمعة الماضية بمقابر أحمد شرفي تفاجأت وعند مشاهدتي الشواهد أن أغلب المتوفيين كانوا في العام 2020م، ذهلت بهذا الأمر ففي هذا العام رحل الكثيرون عنا بعضهم يحملون مرض الكوفيد وآخرون بسبب حوادث مفاجئة، وآخرون موت الفجأه بعد أن كان يضحكون ويتسامرون.
عفوا ماذا أعددنا لهذا اليوم؟ هل نحن جاهزون له بكل مقوماته الدينية؟ هذا العام مخيف ومريب سرق قلوب أسر كثيرة، فرق عوائل من رب أسرتهم، رحلت الأم وتشرد أبناؤنا.. رحلت فتاة كانت أسرتها تنتظر زواجها ونجاحها.
ذهب شاب كان يعول أسره ووالدته تنتظر زواجه أيضا.. هل كانوا يعلمون أنهم راحلون لا والله ولكنهم ذهبوا في التوقيت الرباني الذي وضعه لهم الله سبحانه وتعالى، رحلوا في صمت مريب في هذا العام المليء بالأحداث التي لا تكاد تذكر من كثرتها.. لابد أن نستند على عبادة الله عز وجل قبل كل شي كي لا نتفاجأ وتصبح ذكرى رحيلنا المره فاجعه لنا في الآخرة أيضا حيث لا يوجد غير العمل الصالح.. رحم الله من ذهب إلى هناك ورحم الله من لم يذهب وما زال ينتظر دوره.. (لاتدري نفس بأي أرض تموت) ولكن لابد أن نكون جاهزين لهذا اليوم متفائلين أن الجنة هي الملاذ الذي نرجوه.. عالم البرزخ هو عالم مختلف عن هذه الحياة الدنيا من يرحل لن يعود لن نراه مرة اخرى سيختفي من ذكرانا تدريجياً، ونبدأ بممارسة حياتنا مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن.
كلمة أخيرة
لو تذكر كل الأشخاص الموت وبدأو بمراجعة أنفسهم وتصفية أعمالهم وتذكروا أن العمل الطيب هو من ينقذهم، هو من يبقى معهم لن تصبح هناك مشكلات في حياتهم.. فالحياة الدنيا لا تستحق التمسك الشديد في ملذاتها وترك الأعمال الصالحة… ولا نقول إلا (اللهم نسألك حسن الخاتمة).
ودمتم…
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom