مأكولاتنا الشعبية كثيرة ومتنوعة على امتداد بلدنا السودان، فهناك مأكولات شعبية منتشرة على نطاق السودان الجميع له دراية عنها .
وأخرى تختص بإنسان جزء معين من الوطن فيصبح المنبع الاصلي للأكلة ، فيما بعد تنتشر الى سائر البلاد .
هل أكلت البابون يوماً؟ أوحتى رأيته؟
يبدو السؤال عن أكله غريباً قليلاً ،بمجرد أن نسمع بهذا الاسم يتبادر الى اذهان الكثير منا ذلك النوع من أنواع القرود
الضخمة بمحميات الحيوان ، المعروف أكثر لمن هم مهتمين بالحياة البرية ، لكن فقط اشتراك في الاسم لا غير ،فهو اسم لأكلة مشهورة لدى اهلنا في الصعيد خاصة.
البابون: عبارة عن جزور لنبات ينتمي الى عائلة البقوليات،تتميز هذه النبتة بسرعة نموها ،سهولة زراعتها حيث لا تحتاج الى الكثير من الماء، الجزء العلوي منها له فوائد أيضا يحصد منه نوع من اللوبيا ، لكن الجزور اخذت الأهمية الكبرى لدى الناس في ولاية النيل الأزرق.
يحصد البابون عادة مع نهاية الموسم الزراعي ، لأن الجزور تحتاج لفترة أطول من الزمن لتنضج،حينما تمر تلك الفترة تصبح الأرض قاسية نسبة لتوقف الأمطار ونوعي التربة التي يزرع عليها (التربة الطينية الثقيلة) ،هذه العوامل تزيد من صعوبة حصاد البابون ،يتم الحفر أسفل النبات لإستخراج تلك الجزور . لاشك من يقوم بهذه المهمة يواجه الكثير من المشقة ،فالمهمة تحتاج لمن يملك البنية القوية ،فالجزور تمتد بعيداً داخل الأرض. يشابه البابون في شكله كثيراً نبات الجزر فقط يختلف في اللون والمذاق.
يعرض البابون مثله مثل بقيةالخضروات في الأسواق الشعبية،بالرغم من أنه لا يأخذ حيزاً كبيراً في الأسواق إلا ان لديه جمهور كبير من الناس الذين لهم معرفة تامة به.
هنالك شريحة معينة يعرض من خلالهم في السوق،فالنساء هن اللاتي يقمن ببيعه كما يزرعنه ايضا، لديهم اهتمام خاص به!
يأكل البابون مع محلول الفلفل الحار (الشطة) بعد سلقه في ماء ويضاف إليه القليل من الملح ،لا يحتاج لفترة طويلة حتى يستوي بطبيعة حاله فهو طري مثل البطاطس لكن مذاقه مختلف فريد من نوعه.
له مكانة خاصة عندما يأتي موعد الاحتفالات بأعياد الحصاد ، اثناء تلك الاحتفالات هنالك جانب مخصص يعرض فيه الكثير من الأطعمة والمنتجات الزراعية التي لها موسم تظهر فيه، يعتبر البابون أكلة أساسية تقدم للمتواجدين أثناء الاحتفال ودائما يجد القبول لديهم ،ربما مع الوقت يزداد محبيه فيصبح أكثر شهرة و ليس مختصر على اهل منطقة معينة.
372
المقال السابق