لقد منح الله السودان تحف طبيعية بالغة الجمال! وكان منها: ذلك العقد الأزرق! الذي يقع في جيد الصحراء الكبرى بين ليبيا والسودان.
وادي هور، يعد من أكبر الوديان في السودان ، ينحدر من مرتفعات (ايندي ) التشادية ، ويشق الصحراء رغماً عن عناد الرمال ؛ ويكمل رحلته وصولاً إلى مدينة دنقلا ،شمال السودان، حتى يصب في النيل .
يسمى وادي هور في هذه المنطقة باسم وادي الملك .
وفي رحلته تلك يتغذى من عدد من الوديان وهي: وادي( الطينة)، ووادي ( كرنوي)،ووادي (مجرور) .
كان وادي هور مرتعاً للحيوانات البرية مثل: بقر الوحش ،وأم كبجو ،والغزالة الزرقاء ،وغزالة الريل (الغزالة البيضاء) المعروفة لديهم بالدروطاس والنعام الأسود ، والنمور ، بالإضافة الى مواشي أهالي المنطقة .
وكان فصل الخريف موسم للفرح للحيوانات البرية والنباتات والأهالي على حد سواء! حيث يمتلأ الوادي بالماء ،وكان أيضاً مأوى لسكان المنطقة الذين صنعوا حضارات عظيمة مثل حضارة (الأترينات) التى ترجع لآلاف السنين.
ومنطقة وادي هور غنية بالمعادن مثل البوكسيت، والعطرون، وهي منطقة ذات جذب سياحي بفعل طبيعتها لوجود الحجر الرملي الذي يرجع للعصر (الكريتاوي) الأعلى
ومنطقة وادي هور كما ذكر الأستاذ على منصور في تقرير له تحتوي على مخزون كبير من المياة الجوفية .لقد قام بدراسة هذه المنطقة العالم الأنكليزي فرانك فريزر دار لينغ عام 1962م والذي أقترح إقامة محمية محيط حيوي في الوادي. وبعده العالم الأنكليزي د/لاميري الذي أقترح ذلك أيضا عام 1975م.
ومنطقة وادي هور تمثل البيئة الصحراوية التي لم يتوفر لها مثيل في السودان وفي أفريقيا أيضاً ..يحف وادي هور كثبان رملية على ضفتيه ويعتبر وادي هور نيل الصحراء .
ولكن كاد أن يخسر معركته مع الرمال ؛التي غطت أجزاء كثيرة منه وفصلته الى أجزاء قلما تترابط كما جاء في تقرير للأستاذ ( علي أمبدة)وكان ذلك بسبب قلة الامطار في المرتفعات العليا وتوالي سنوات الجفاف ،فاتجهت الحيوانات البرية جنوباً بحثاً عن الماء ، ونزح كثير من أهالي المنطقة بعد أن جفت ينابيع كانت معروفة لديهم ، ليقطنوا أطراف مدن غرب السودان في ولاية دارفور وكردفان كما اتجه بعضهم الى دنقلا ، بينما آثر بعضهم البقاء في واحات مثل واحة (جبرونة) وواحة( العطرون) وواحة( راهب) بأمل أن ينهض هور من جديد وينفض عنه غبار الصحراء !.
1.8K
المقال السابق
1 تعليق
البحث عن وادي هور