¤عرف الانسان الهجرة والتنقل من بلدة الى اخرى منذ العصور القديمة، ولكل اسبابه التي دعته الى الهجرة من موطنه او من حيث مولده فلدينا مثال حي وعظيم حين امر الله تعالى رسوله الكريم بالهجرة من مكة الى المدينة لا نريد ان نذكر تفاصيل هجرته التي نعرفها جميعاً حيث واجه فيها النبي عليه الصلاة والسلام كل انواع التعب والمعاناة ولكن شتان ما بين هجرة النبي التي اساسها الدعوة الى الله ونصرة الاسلام والهجرة التي نعرفها اليوم والتي تحدث في هذا الوقت والزمان ، فالبعض يهاجر من خلال التقديم عبر الانترنت في مختلف المواقع الالكترونية ساعين في الحصول على فرصة قبولهم و دخولهم الى تلك الدول التي يظنون انها ستخصلهم من الفقر وفي الجانب الآخر نجد من يهاجرون هرباً من واقع اليم يحملون اراوحهم في كفة طلباً للعيش ومن اجل حياة كريمة تكفلها لهم الدول الأخرى ‘‘ الدول الأوربية ‘‘ حيث تعتبر الدول الأفريقية بؤرة الفقر والمعاناة يهاجر مواطنيها بطرق غير شرعية تؤدي بهم الى الموت المحتوم و العرضة للعصابات وقطاع الطرق والتعرض لكل انواع التعذيب في رحلتهم، منهم من يصل ويحقق حلمه ومنهم من يموت ويفقد حياته ومنهم من يعود ادراجه الى الوطن مخذول الآمال ومنهم من يتعرض للاعتقال.
¤اصبحت فكرة الهجرة تسيطر على عقول سكان القارة الأفريقية جميعا الذين يعانون ضيقا في العيش ونقصا نكاد نقول في جميع سبل العيش المتكامل
لن نذهب بعيدا حول هذا الشأن فنجد ان اغلبية السودانيين يسعون ويفكرون في الهجرة إلى دول أوربا التي أصبحت هوسا لديهم للخروج خارج حدود الوطن والحصول على ابسط الوظائف التي تمكنهم من العملات الصعبة “0 الدولار واليورو.
¤الدول الاوربية تجذب طاقات الشعوب بشكل كبير نحوها فنجد عند الحديث حول الوضع المستقبلي اول ما يفكرون به هو الخروج من هذه البلاد ويحاولون مرات عديدة الى حيث العيش الذي يعتبرونه حلم يراودهم والذي ينجح في تنفيذه قد فاز فوزا عظيماً
كما اصبحت الهجرة هوسا يراود مخيلاتهم ونجد ان مصر وليبيا هما دولتا الوسيط للاجئين الباحثين عن مخرج من موطنهم مهاجرين نحو الحريات وحقوق الانسان التي تكفلها لهم هذه الدول ساعين الى تحقيق اهدافهم يحملون الموت على اكتافهم في هجرتهم الغير شرعية
¤وعلى سبيل المثال في خبر ورد في رياح نيوز ان ليبيا اعترضت أكثر من 650 مهاجرا في المتوسط في طريقهم الى السواحل الأوربية وتمت اعادتهم الى ليبيا ومن بين هؤلاء المهاجرين الكثير من الاطفال والنساء ووفقا لأرقام منظمة الهجرة الدولية منذ مطلع 202 بلغ عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم في المتوسط واعادتهم الى ليبيا نحو 10 الاف مقارنة ب 9,225 2019 وأوضحت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان أكثر من 4,800 مهاجر عالق حاليا في ليبيا مسجلون في برنامج العودة الطوعية.
¤ ختاماً :
ربما هاجروا بحثاً عن واقع أفضل وحياة طيبة تكفل لهم العيش بسلام وحياة كريمة لهم ولمستقبل اطفالهم هاربين من واقع فرض عليهم في دولتهم الأم، باحثين عن تلك الحياة التي فقدوها في بلد اخرى لا تمت لهم بصلة، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا الى متى ستظل وتيرة الهجرة من القارة السمراء الى الدول الاوربية في ازدياد مستمر، ومتي سيستيقظ حكام القارة السمراء والتي تتمتع بموارد طبيعية واراضي خصبة تفوق الدول الاوربية.