يخيم صمت غريب على جامعة الخرطوم التي لم تألف الهدوء والسكون من قبل اذ أصبح الحرم الجامعي خالي من تلك المباريات المقامة على مدار الأسبوع في الميدان الشرقي، بينما ظلت نجيلة آدآب التي كانت مسرح لإقامة الاحتفالات والمسرحيات ومنبر لإقامة الندوات والمبادرات والمناشدات هادئة على غير العادة، وأصبح شارع المين الشهير بأركان النقاش خالي من التجمعات سوى بعض المارة من الطلاب.
¤ فور دخولك للحرم الجامعي بجامعة الخرطوم كانت تصادفك الاحتفالات والنشطات الثقافية والاجتماعية والسياسية من اركان النقاش وغيرها الى جانب تنظيم الحفلات الاسبوعية بواسطة رابطة الطلاب من كافة الولايات اضافةً الى الاسابيع الثقافية والرياضية ودوري الكليات الذي كان يمثل أحد الانشطة الرياضية التي تستعد لها الجامعة قبل أشهر من اقامتها، كانت الاسابيع الثقافية والندوات والنشطات الرياضية واركان النقاش السياسية تسيطر على ساحات جامعة الخرطوم.
¤ بعد استئناف الدراسة لمعظم كليات جامعة الخرطوم والجامعات الأخرى، منعت ادارة الجامعات اقامة اي نوع من انواع النشاطات الطلابية بمختلف انواعها، لمنع تفشي فيروس كوفيد19، والاكتفاء بالأكاديميات فقط، مما ادى الى اختفاء كافة الانشطة الطلابية.
¤ جامعة الخرطوم ومنذ ان نشأتها تسيطر عليها النشاطات الطلابية فهي تمثل نسبة75%، من حيويتها ونشاطها، عهد الطلاب مباريات آدآب مع هندسة والتي عادتاً ما تبدأ بحماس قوي وتنتهي بذات الحماس، كما ان التحدي والمنافسة بينهم تبدو ظاهرة للعيان.
¤ عهدت الجميلة اجواء الاحتفالات والتأبينات واقامة الندوات والغاء الشعر، فلا يدع ابناء الجميلة مناسبة في البلاد تمر مرور الكرام غير ان يضعوا بصمتهم عليها، لذلك فأن نشاطات طلاب جامعة الخرطوم هي رونق الجامعة.
¤ اما النشاطات السياسية فلا يختلف عليها اثنين، فالجامعة شهيرة بإتجاهاتها السياسية المختلفة، فيمثل شارع المين المكان الذي يستخدمه الطلاب لإبداء آرائهم السياسية، فعادتاً ما يمتلئ بأركان النقاش الحادة التي يتمحور حولها الطلاب، فما ان ينتهي حزب معين من اداء نقاشه يخلى المكان ليأتي حزب اخر يستخدمه لآراء سياسية مختلفة.
¤ كل تلك الملامح الجميلة اختفت من جامعة الخرطوم التي اصبحت اكاديمية بحتة بأمر كورونا، فأصبح الطلاب يتلقون محاضراتهم فقط على غير العادة، وفي الختام نتمنى ان تنتهي جائحة كورونا وتعود للجامعة ملامحها التي فقدتها مؤخراً.
161
المقال السابق