فاجأوني بخبر أني أتجه إلي قمة الهرم التي يبدأ بعدها الإنحدار إلي الأسفل، قالوا إن الأربعين هي القمة!!!.. صدقا” تفاجأت. من يضع القوانين وقوالب المقياس في هذه الحياة؟!!!…
نظرت خلفي، هنا أحلام مبعثرة، هناك بقايا خواطر منكسرة، هنا إنجازات متواضعة، وهناك أمنيات خجلي تأبي الظهور؛ هذا إرث سنوات مضت أجره خلفي والآن يخبروني أني علي وشك الإنحدار إلي أسفل كقطار اجبر علي الإنعطاف فجأة وهو يسير بأقصي سرعته.
هم مخطئون فأنا في عز الشباب وعمر العطاء، أسير بخطوات محارب نحو قمتي التي إن بلغتها سوف لن أتزحزح منها. إن كان من يضع القوانين أشخاص مثلي ومثلك فإليك قانوني؛ طالما قلبي ينبض وعقلي يعطي فأنا لم أبلغ القمة بعد، لكل إنسان قمته وهي لا تحسب بالسنين العطاء هو مقياسي.
وإن هرم الجسد وإنكفأت أجزائه علي بعضها وبانت عليه خربشة الزمن وخدوشه؛ فإن قلبي سيظل ينبض حبا” ودفئا”، وعقلي سيظل ينقب في دهاليز الحياة، وقلمي سيبقي سيف محارب.
بقلمي سأكسر هذي القوالب البائدة، سأثور بجنون وأشق طريقي بقلب المجهول. فلتأتي الاربعون والستون، قطاري سيمضي في طريقه ويصنع من الهرم مستطيل.