إحتار أن كيف يبدأ قصته، أصبحت اللغة عصية عليه و في قرارة نفسة يعلم أنه لا يملك قصة و ليس لدية سيرة و لا شئ ليرويه. فقط هو و رفيقه الدائم الورق و لا شئ سوى الورق، لا أحد في حياته يحب أن يخبر نفسه أنه يتيم، يكره فكره أن أبواه تركاه بإختيارهم و لكنه يحب فكرة أنه إبن الشارع و يكره حقيقة أن هذه وصمة و في الغالب عار. ذنب لم يرتكبه و لكن أصبحت سوءته فقط إسمه أحمد بلا أب أو أم بلا شجرة عائلة.
تنهد و أمسك بالقلم و بدأ ينهمر
” أنا أحمد أبلغ من العمر سته و ثلاثين ربيعاً كبرت أحمل سوءة أهلي، حملت السوءة و لا شئ آخر؛ لا إسم لي و لا هوية و لا شجرة عائلة. أنا أحمد أنا وحدي؟! ما ذنبي أني كنت إبن الشارع ترعرت في الشوارع و استظللت بالكرتون تعلمت القراءة و الكتابة و أنا إبن شيء كبير، عملت في المجاري و المصانع و المناجم، خضت الحروب وحدي تعلمت وحدي و بنيت داري وحدي، و ها أنا الآن أقطن وحدي أنا و مراياي السبعة و اقنعتي العشرة كل يوم أرتدي قناع، احاول صنع يوم أفضل لكني لا أقدر. قبل عام و نيف ذاهب إلى المقابلة التي رُبما ستُغير حياتي، إرتديت حُلتي السوداء وضعت عطر المناسبات الخاصة جداً حاولت قدر الإمكان أن أبدو كما يسمون أنفسهم ” ابن ناس ” تهندمت و ترتبت و إرتديت قناعي ذاك اليوم و جاهدت قدر قُدرتي، وصلت إلى مقر العمل إنتظرت دوري بحماسٍ طفوليٍ رجُل، دخلت و أنا مهيأ ظننت أنني الوحيد الذي سينال هذه الوظيفه. إبتسمت و جلست بدأت المقابلة بسلاسة الى أن جاء السؤال إسمك الكامل حينها تعجبت فإسمي الكامل هو أحمد يبدأ بي و ينتهي أجبت أن اسمي الكامل هو أحمد فقط لا تتمة له، حينها رأيت نظرات لست أفسرها شفقة أم إستهزاء، و أتاني الرد الصادم لا وظيفة لك معنا نحن نقبل باسماء كاملة تنتهي بشجرة عائلة. أظنني صرخت فيه جام غضبي على نفسي و على سوءة اهلي و فداحة فعلة ميلادي صرخت ملء ما في نفسي و خرجت. أظن أن ذلك اليوم كان القشة التي ستقصم ظهر البعير، و اليوم الفتاة التي أحبها تركتني و صفعتني بحقيقة أنني إبن الشارع. أظنني لن أستطيع ارتداء قناعي اليوم فانا اليوم أرفع راية إستسلامي، إنقصم ظهر البعير. هذا مختصر قصتي أنا أحمد أنا إبن الشارع و ليس لهذه القصة عنوان فكل العناوين الجيدة قد حُجزت سلفاً “.
ريان النور