ثلاثون عامًا مرت علي انقلاب العسكر على الديمقراطية والشرعية، يوم استيقظ الشعب السوداني علي أكبر كابوس في تاريخنا الحديث.
انقلاب الثلاثين من يونيو هذا اليوم المشؤوم الذي كان بداية لخراب دولة كاملة ورثنا خلالها الجهل والفقر والمرض، تدمير كامل لكل القطاعات حتي أصبحنا أسفل قوائم الدول في كل تصنيف يصدر إلا قوائم الفساد المالي والأخلاقي.
تم تشويه تلك الصورة الجميلة للسودان أرض الطيبة والطيبين، حتي ضاقت الأرض بأبنائها ولا تجد بيت من بيوت السودان إلا وقد غادره خيرة أبنائه إلي أرض المهجر تشتتنا في كل بقاع الأرض، ومن ظل في أرض الوطن أصبح (غريب دار).
نهبت ثروات البلاد بصورة ممنهجة لصالح مجموعة محدودة من اللصوص فاسدي الأخلاق والضمير، مجموعة صغيرة جدا أفقرت إنسان السودان وحرمته من أبسط حقوقه في العيش الكريم .
ارتبط تاريخ 30 من يونيو في العام 1989 بالسودان وحاول العسكر تكرار المشهد عندما قاموا بفض اعتصام القيادة العامة الذي جاء بعد ثورة استمرت لستة أشهر واجه فيها الثوار جهاز أمن وشرطة و(كتائب ظل) استنزفت ملايين الدولارات من ثروات البلاد كان أولي بها إنسان السودان.
واجه الثوار كل أنواع البطش والاعتقال والقتل والترهيب ولم تلن عزيمتهم ولم تقلل من إرادتهم في التغيير وعدم العودة إلي الوراء، حاول العسكر الانقلاب علي الثورة وتكرار المشهد ورفض الجلوس في مفاوضات مع قحت وأعلنوا عن انتخابات مبكرة وإسناد أمر البلاد إلي مجلس عسكري إمتداد لحكومة الإنقاذ، ولكن كان للشارع رأي آخر خرج من كل مكان في السودان رفضاً للمجلس العسكري وقرارته الدكتاتورية في ظروف بالغة التعقيد انقطاع تام لخدمات الإنترنت، ولكن لجان المقامة في الأحياء كان لهم السهم الأكبر في ترتيب الصفوف والخروج وإن الشارع أصبح رافض لحكم العسكر.
سطر الشعب السوداني أروع الملاحم من نضالات وبطولات أجبرت العسكر للانحناء للعاصفة وعلموا بحجم الوعي الذي عم البلاد، وإننا لن ننخدع ولن نسمح بانقلاب آخر فكان 0 يونيو 2019 يوما مشهودا غير أوراق اللعبة لصالح الثورة بالأمس، مرت علينا ذكري 30 من يونيو الذي أصبح يوماً للاحتفاء بالبطولات وشجاعة شباب السودان فقدنا فيها أعزاء ستصبح ذكراهم نبراساً يضئ لنا سواد الليالي الحالكات، وكانت مليونية تصحيح مسار الثورة والتأكيد علي تحقيق مطالب الثورة من قصاص للشهداء وتحقيق السلام العادل، واستكمال هياكل السلطة من ولاة ولايات والمجلس التشريعي واصلاحات اقتصادية.
هذه المليونية أعتقد سيكون لها ما بعدها لحكومة الفترة الانتقالية الشعب صبر كثير ولن يصبر أكثر، على الحكومة أن تسعي لحل إشكالات البلاد بصورة عاجلة.
حتى مليونيات أخرى.
ضياء متوكل