منذ العام الماضي تبدلت رمزية هذا التاريخ من يوم أسود أغتصبت فيه الحرية و الديمقراطية ليوم ملحمي شكل بصورة واضحة معالم الدولة السودانية و أعلن صراحة عن حجم الكتلة الحرجة للثورة السودانية.
في هذا العام من نفس التاريخ اجتمعت ذات الكتلة الثورية في ذات الشوارع وسط محاذير و مخاطر لتحقق مطالب ثورية من حكومة الفترة الانتقالية.
العديد من الرسائل قد وصلت عبر هذا اليوم
الرسالة الأولي:
لأعداء الثورة من النظام البائد الذين كانوا يأملون و قد عملوا علي الاستفادة من هذا اليوم لإسقاط حكومة الفترة الانتقالية عبر أحداث فوضي تقود لسيناريو السيسي أو تفويض مباشر للعسكر، أو جر البلاد لصراعات تهد المعبد علي الجميع.
الرسالة الثانية:
للقوات النظامية بحتمية حماية الثورة و إسقاط أي تفكير في سلطة مطلقة.
الرسالة الثالثة:
للحركات المسلحة بأن تتحسس موقعها بين المواطنين علي أرض الواقع و التزام الجدية في الوصول للسلام لا السلطة.
الرسالة الرابعة:
لقوي الحرية و التغيير و هذه هي الرسالة الأهم و التي يجب أن توجه لها جميع المطالب فهي الحاضنة للحكومة بضرورة الإصلاح الداخلي و الإسراع بمطلوبات الثورة.
الرسالة الخامسة:
للتنظيمات السياسية مفادها و ملخصها الخط القومي و البعد عن صراع الأيدولوجيات في الفترة الانتقالية.
الذي حدث قبل هذا اليوم جعل الساحة السياسية في السودان تمور بالحراك أكثر مما كانت عليه بسبب مؤتمر شركاء السودان ببرلين و جعلها ساحة أكثر سخونة، كل هذا و ما حدث من ايجابيات هذا اليوم و ما سيحدثه من تصاعد ايجابي متوقع خلال الأيام القادمة كما أشار إليه رئيس الوزراء في خطابه لا يجعلنا نغفل الجو الذي أحاط بكواليس فعاليات 30 يونيو 2020
من هذه الأجواء و أهمها على الإطلاق، والتي تجعل الجميع يضع يده علي قلبه الوضع الصحي المتعلق بجائحة كورونا، فالذي حدث من تجمعات و ازدحام قد نسف أول جدار صد للوقاية من الفايروس ألا و هو التباعد الاجتماعي مما يحتم علي الجميع الوضع في الحسبان ما يمكن أن يحدث من تفشي و انفجار لحالات الإصابة.
وعليه سيكون الأسبوع الأول من شهر يوليو للترقب و الملاحظة و الأعداد لتوقع الأسوأ، والعمل علي تخفيف آثاره في ظل وضعي صحي متأزم و متهالك لم يكن خافي علي الذين دعوا و الذين تبنوا الدعوة للمواكب في عموم السودان.
ختاما
قد كسبت الكتلة الحرجة وجودها وأراضيها و كسب السودان حكومته الانتقالية و نتمنى ألا نفقد أرواحا نأمل أن نسعد بالدولة المدنية تحقيقا لثورة الحرية و السلام و العدالة.
محمد عبد الله مادو