يهود الفلاشا (ج2)

أهم شعائر يهود الفلاشا:
الصلاة، و يؤدونها في حجرات صغيرة تسمى مسجد، ويستقبلون عند صلاتهم تجاه القدس ويتخلل صلاتهم رقصات وترانيم باللغة الجعزية ويؤدون ثلاث صلوات باليوم عند الفجر، وفي منتصف اليوم ،وعند غروب الشمس بجانب الصلوات الخاصة يوم السبت وفي الأعياد .

يقدس الفلاشا يوم السبت ولا يعملون فيه لأن في إعتقادهم أن الرب إستراح يوم السبت بعد أن خلق العالم؛ ولا يشعلون فيه ناراً ويأكلون الطعام بارداً في الظلام، ولا يقربون النساء ويعتمدون علي التقويم القمري في أيامهم عكس اليهود الذين يعتمدون على تقويم مبدأ خلق العالم.

أما أبرز أعيادهم عيد رأس السنة، ويوم الغفران، وعيد المظال وهو ذكرى إظلال الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل بالغمام، وعيد الفصح وعيد الأسابيع وهو ذكرى مخاطبة الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام .

حياتهم بسيطة جداً وهم كبقية اليهود يحبون حياة العزلة عن باقي المجتمع، ويعيشون في قرى صغيرة جداً في شمال غرب إثيوبيا في كوارا، و بلسا، و ولسطا، ودمبا، وجندر، وأرمشوهو، وبجمدر، و جرا، ولقيط وسمين، وكل قرية لا تتعدى الخمسة عشر أسرة يعيشون في عزلة تامة ولذا يطلق عليهم الأحباش :(الفلاشا) و التي تعني المنفيون أو غريبو الأطوار .وهو يحتقرونهم ولا يكنون لهم أي إحترام.

أما عن تاريخهم السياسي فيعتبر أول ثورة للفلاشا كانت 960م بقيادة امرأة عرفت بأسم آستير وهي من مقاطعة سمين اليهودية وكان ذلك في فترة تدهور وعزلة الحبشة عن العالم ؛ فتمزقت وحدتها واستقلت كل مقاطعاتها فإستغل الفلاشا تلك الأوضاع.

وتمكنت فيها آستير من إعتلاء العرش وحكمت زهاء أربعون عاماً وقضت فيها على النصرانية، وهدمت الكنائس، وقتلت العديد من النصارى وعرفت تلك الفترة بفترة أسرة الزاجوي اليهودية، واتصفت فترة حكمهم بالضعف الشديد وعدم السيطرة على البلاد  خاصة أمام قوة المسلمين المتنامية في شرق البلاد ، إلى أن تم إسترجاع المملكة على يد (يكونو) لتنتهي فترة حكم الفلاشا للحبشة .
وبعدها تضامن اليهود الفلاشا مع المسلمين ضد القتال مع النصارى ما يقارب الثلاث قرون، ولكن تم إخماد تمرد الممالك الإسلامية .
قام الفلاشا بثورة ثانية خلال حكم إسحق بن داؤود فأرسل إليهم جيشاً دمر معابدهم ومساكنهم وحل محلها الكنائس ؛ و استمر الملك يعقوب بإضطهادهم و وضع علامات على جباههم لتميزهم عن النصارى.
في فترة الملك بئيد مريم، والذي خلف يعقوب قام بمحاربة الفلاشا على مدى سبع سنوات إنتهت باستسلامهم و إبادة عدد كبير منهم؛ مما أجبر الكثيرين على التظاهر  بالتنصر، وبعدها لم تقم للفلاشا قائمة إلى أن تمكن المسلمون بقيادة الأشول الإمام أحمد إبراهيم من هزيمة الأحباش وفتح عاصمتهم أكسوم ، فجاء الفلاشا إلى الأشول وشرحوا له أن بينهم وبين بحر عنبا ثأر منذ أربعين عاماً فدعنا نقتل أهل بحر عنبا ونفعل بهم ما يعجبك فكان لهم ما تمنوا.
لم يدم الحال طويلاً فبعد مقتل الإمام وتشتت جيشه أمام الأحباش والبرتغاليين الذين ساندوهم نكّل بهم مرةً أخرى .

بعدها عاد الفلاشا لسابق عهدهم مضطهدين ومنبوذين، وتقلصت أعدادهم بعد شن الحملات العسكرية وبعد إحتلال الصهاينة لفلسطين ولحوجة اليهود لزيادة عددهم وكسب الأغلبية السكانية قاموا بتهجير الفلاشا من الحبشة إلى فلسطين، وبرغم معارضة أغلبية الصهاينة حكاماً وشعباً، وذلك لأسباب عنصرية ولإحتقارهم للسود حتى ولو كانوا يهوداً، والسبب الآخر أن الفلاشا لا يعترفون بالتلمود، ورغم كل هذه المعارضات إلا أن عملية التهجير تمت على ثلاث عمليات جوية وهي:
– عملية موسى 1984م
– وعملية سبأ 1985م.
– وعملية سليمان 1991م .
تمت كل هذه العمليات بمساعدة الحكام العرب وتحت سماوات عربية وإسلامية.

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

متحف محمد نور هداب

الديمقراطية للديمقراطيين

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...