وجهة نظر

تستفزني تعليقات المتشائمين المُحبَطين، يعتقدون أن الحديث عن الأمل والفَرح ، وهمًا ولا جدوى منه ، يفغرون أفواههم مكررين : لم نرى شيئًا فالأسوأ لم يأت بعد!
كذلكَ بعضهم يؤمنون بأن الأحاديث عن المقدرة، والتَحفيز محض كلماتٍ مزركشة جميلة نرددها أو نزين بها الكلام.
ظَني أنه شعور طبيعي لمن يعيش فترة مثل التي نعيشها، فترة قاسية، تراكمت فيها المفاجع والأوبئة، الاضطهاد والتحولات البيئية، القمع وفشل الثورات، الأزمات السياسيّة والانهيارات المجتمعية.
وسط كل هذه المَعمعَة بين – المتشائمين والتفاؤل –  وجدت حكمة تقول : أول الخطوات نحو التقدم، هي الإعتراف بالواقع كما هو، وعلى حقيقته، و تعاسته، دون محاولة تزيينه، أو التخفيف من سوداويته.
هناك فارق كبير بين الإعتراف به والاستسلام له، علينا أن نعترف به ولا نستسلم له، أن نكون أكثر ذكاءً، ندرسه جيدًا ، ثم بعدها نتعامل معه، و تلقائيًا تأتي مرحلة التكيُّف.
لن نكذب على أنفسنا..
وسنعترف، بأن تغيير الواقع ليس بوسعنا – على الأقل في الوقت الحالي- ، التغيير يحتاج لعزيمة وإرادة واستعداد للتضحية، وهو أمر ليس بمقدور الجميع.
الأهم أن نحمي أنفسَنا من أفكارنا السلبية، ونحذَر المحبِطين المُتمسكين بأكياس الرَمل – مُثقلي المنطاد – ، أن نتجنبهم ونبتعد عنهم.
أن نتمسَّك ولو بِقشّة، إنفراجة، بصيص، عَزاء، ذكرى أو رَفيق .. نستأنس بهم ، نخوض تجاربنا وَحدنا، فنحن لا نكتشف ذوَاتنا في الرَخاء، إنما نعرفها حق المعرفة في الأوقات العصيبة.
و أخيرًا :
النجاة من الداخل ..
لابد للواحد منا أن يتحرّر من سِجن رغبته المستمِرّة، في خلِق “حالة ذهنيّة” مرّ بها ، وظنُّه بأنه سيكون سعيدًا لو بقي فيها وبعد عن دونها.
دعونا نتقبَّل أن المُنحنى يتجه أحيانًا لأسفل، وكل الأشياء التي تسوء مع الوقت لا تتحسَّن فقط، بل يمكن أن تتبدَّد تمامًا في النهاية، وتُخلِي مكانها لأشياء غيرها.
“دعَ كل شيء يمُر .. جميلًا كان أو مريعًا،
فقط إستمِر بالإيمان والحركة.. فلا شعور يدوم”.

Related posts

السودان ما بعد الإتفاق الإطاري

حوار الطرشان

الصحافة مسؤولية .. وليست جريمة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...