هي شيء مختلف بعيداً عن السياحة التقليدية المعتمدة على الآثار، و المناظر الطبيعية، و المهرجانات .
هي عدة واحات متقاربة الأطراف مختلفة الأسماء ،متحدة المنفعة، سميت بالقعب، ولكن لكل قعب منها اسم خاص به كقعب اللقية، وهو اﻷشهر ،و السواني ،و أبو نمل.
تقع في الوﻻية الشمالية محلية دنقلا ،تبعد من النيل حوالي 70كلم غربا إلى عمق الصحراء و567كلم إلى الشمال من العاصمة السودانية؛ حيث تترامى واحدة من أكبر صحاري السودان، يتوافد عشرات من المرضى من داخل السودان، وخارجه كل يوم للتداوي بالرمال.
تشتهر منطقة قعب اللقية بكثبانها الرملية المتقاودة، و قد قامت فوقها أشجار النخيل، والدوم الباسقة حانية اغصانها الخضراء المرقة فوق سفح الوادى، وحول حافة الينبوع، ومن بينها تتدلى اقناء البلح فيتكون من ذلك منظر طبيعي جميل، تتجلى فيه الطبيعة بأحلى معانيها، و أروع صورها الفاتنة الساحرة.هناك تحت ظلال النخيل، وفوق الرمال، وحول الينبوع حيث تخلد النفس إلي الراحة، وتنعم بالهناء، والصفاء ،بل هنالك وحده يصفو العيش وتسعد الحياة ويحلو المقام.
هذة القرية حباها الله برمال ساخنة، طوال أشهر العام مما أهّلها بأن تكون مركزاً للتداوي بالرمال، وقبلة للباحثين عن العلاج عبر الطب البديل، في نوع من السياحة العلاجية التي تزداد انتشارا ﻻسيما في اشهر فصل الصيف .و تتم عملية التداوي بالرمال، عن طريق دفن عضو من الجسم، أو جزء منه، او كامل الجسم باستثناء الرأس في الرمال في درجة حرارة عالية تحت أشعة الشمس فهي بمثابة العلاج الناجع، و الدواء الوحيد لشتى الأمراض التي استعصى علاجها بالعقاقير المختلفة .و كم من مريض جاء إلى واحة القعب، و مكث بها قليلاً تجددت فيه قوى الحياة، و انتعشت فيه روح اﻷمل .و هي تعالج كل أنواع اﻷمراض العصبية، و الروماتزم ( داء المفاصل )، وبعض العلل الباطنية المزمنة كما يدعي سكان المنطقة.
و يبدأ موسمه عادة في آخر فصل الصيف في الزمن الذي يقرب، أو يتم فيه نضج البلح الذي له – على ما يزعم البعض- أثراً كبيراً في الشفاء، وصحة البدن.وهناك مرضى يأتون، ﻻيستطيعون الحركة، ويخضعون لجلسات علاجية تمتد مابين اسبوع إلى شهر، وفي النهاية يذهبون في كامل الصحة، والعافية.
و يشكو سكان منطقة قعب اللقية، من صعوبات تعوق إزدهار سياحة التداوي بالرمال ،منها صعوبة وصول طالبي هذا النوع من العلاج إلى المنطقة التي تقع في قلب الصحراء، و تتسم طرقها بالوعورة الشديدة.
و على كل حال فحقيقة القعب ﻻتزال غامضة حتى يستجليها البحث، و اﻻستقصاء .كما ألفتُ نظر الجميع إلى وجوب العناية، و اﻻهتمام بشأن القعب، وذلك بتوفير كل معدات الراحة.