تتزاحم الاحداث وتتراكم عام بعد عام… تنخر العظام نخرا من أجل البقاء… كيف نحتفظ بتفاصيل هذه السنوات جميعها في ذاكرة واحدة؟ كيف!!.
ذكرياتي إسمحي لي بالولوج .. مابالها اقساكي تتربع علي رأسك وترسل جذورها عميقا .. مابالهم من يدخلونك ملوكا لا يخرجون الا مخربين وجاعلين أعزتك اذلة؟!!
لقد صنعت من النسيان معولا وسلة … فدعيني أنظفك وأرتب الفوضي. سلة، اثنتان،ثلات… تعبت… أرهقتني وسوسة الذكريات أكثر من
نزعها… آلمتني يدها المسنونة التي تقاوم النسيان …. قتلتني التفاصيل الدقيقة التي تنثرها أشواكا تحت أقدامي … وأنا حافية مرهقة
غارقة في الآمي…ولكن لا… لا بقاء لك اليوم … قد يؤلمنا استئصال أعضاء منا …. ولكن ان كان هو الدواء فليكن… ودوائي أن تغادريني، يكفي ما اخذت من عمري.. تبا لكي هل أنت إبنة لجهنم لا تسالين سوي عن المزيد؟!!
غادريني
اليوم لن تبقي في ذاكرتي سوي أسعد لحظات حياتي… سأحافظ علي ذلك. سأصنع من هذي السلال قبة وأصعد عليها …. ما أجمل الحياة حينما تنظر اليها من أعلي… اليوم فقط احسسست بقيمة كل لحظة المتني، كل خيبة صفعتني، كل خسارة اعتقدتها دمرتني وكل أمر جعلته أملا فسخر مني
اليوم هو يومي.. وغدا ..وبعد غد …وكل ماتبقي من عمري هو ملكي… لن يقاسمني فيه الا من يثبت أنه … يستحق.