موسى بدري اول طيار سوداني

تعرف على شخصيات سودانية … ﺃﻭﻝ ﻃﻴﺎﺭ ﺳﻮﺩﺍﻧﻰ موسى بدري
ولد تقريبا عام 1921م بمدينة رفاعه .
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺳﻴﻢ ﺍﻟﻘﺴﻤﺎﺕ ﻣﻔﺮﻃﺎً ﻓﻰ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ حين ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﺃﻣﻨﻴﺘﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺃﻭﻝ ﻃﻴﺎﺭ سوداني ؟
ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻳﻢ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﺇﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﺣﻴﻦ ﺯﺍﺭ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺴﺄﻝ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻠﻐﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﻮﺑﻬﺎ ﻟﻜﻨﺔ ﺇﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
( ﺇﻧﺖ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﻋﺎﻭﺯ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻨﻮ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ؟!
ﺭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻳﺘﺨﻴﺮﻭﻥ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻰ
ﻣﺪﺭﺱ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺷﻜﺎﺗﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻷﻓﻨﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻭﺳﻴﻢ ﺍﻟﻘﺴﻤﺎﺕ ﺑﺎﻏﺖ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻔﺮﺡ ﻭﺣﻤﺎﺱ : ﻋﺎﻭﺯ ﺃﻛﻮﻥ ﻃﻴﺎﺭ )
ﻭﻛﺎﻥ ﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ
ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻦ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻃﻴﺎﺭﺍً ﻳﺴﺒﺢ ﺑﻄﺎﺋﺮﺗﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺧﺎﺏ ﻇﻦ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﺣﻤﺮ ﻭﺟﻪ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻭﺃﺭﺑﺪ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻧﺘﻬﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼً :
(ﺇﻧﺖ ﺃﺑﻮﻙ ﻛﺎﻥ ﻃﻴﺎﺭ ﻋﺸﺎﻥ ﻋﺎﻭﺯ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﻴﺎﺭ !؟ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ
ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺃﺟﻠﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺩﻩ ﻋﺸﺮﺓ ﺟﻠﺪﺍﺕ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﺎﻧﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺑﺘﺎﻋﻮ ﺩﻩ )
ﻭﺗﻜﺮﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺼﺒﻰ ﺍﻟﻰ اﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺑﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻷﺣﻔﺎﺩ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ
ﺑﺎﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺇﺫ ﺗﺼﺎﺩﻑ ﺃﻥ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻓﺪ ﻣﺼﺮﻯ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺃﻭﻝ زﻳﺎﺭﺓ ﻟﻮﻓﺪ ﻣﺼﺮﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﻘﺘﻞ
ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻟﻰ ﺳﺘﺎﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺛﻮﺭﺓ 24 ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.

ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻃﻠﻌﺖ ﺑﺎﺷﺎ ﺣﺮﺏ ﺭﺍﺋﺪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﻭﻣﺆﺳﺲ ﺑﻨﻚ ﻣﺼﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ ،وﺗﻜﺮﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻃﻠﻌﺖ ﺑﺎﺷﺎ ﺣﺮﺏ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻰ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻰ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺡ ﻭﺛﺎﺏ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻓﺌﺎً ﻣﻦ ﺭﺩ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻯ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻗﺎﺋﻼً :

( ﺷﻮﻑ ﻳﺎﺑﻨﻰ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﻭﺯ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﺗﺠﻴﻠﻨﺎ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﺇﺣﻨﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻓﻰ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻇﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﻠﺤﻘﻚ ﺑﻴﻪ ﻭﺇن ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﻴﺎﺭ ﻛﻮﻳﺲ،ﺑﺲ ﺗﻜﺒﺮ ﺷﻮﻳﺔ).

ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺗﻠﻚ ﻫﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺼﺒﻰ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺣُﻠﻤﻪ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻹﺭﺗﻴﺎﺩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍً ﺷﺎﺋﻌﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﻠﻮ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﻛﻠﻴﺔ ﻏﺮﺩﻭﻥ ، ﻟﺬﺍ ﻫﺮﺏ
ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺧﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﺳﻮﻯ ﺧﻤﺴﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﻭﺷﻨﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺟﻠﺒﺎﺏ ﻭﻋﻤﺎﻣﺔ ﻭﻣﺮﻛﻮﺏ ، ﻓﻮﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺣﻠﻔﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺑﻮﺭ ﺛﻢ ﺍﻟﻰ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ وﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﺤﻄﺔ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .

ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﺡ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻮﺳﻜﻰ ﻭﻋﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻰ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﺼﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﺎﺑﺪﻭﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ .
ﺗﻠﻘﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺑﺘﺮﺣﺎﺑﻪ اﻟﻤﻌﻬﻮﺩ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺼﺒﻰ وﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻓﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻃﻠﻌﺖ ﺑﺎﺷﺎ ﺣﺮﺏ ﺳﻌﻴﺎً ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﻄﻌﻪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﻌﺪ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻌﺰﻡ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺃﻟﺤﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺄﻫﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺑﺄﻟﻤﺎﻇﺔ.

ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺇﻟﺘﺤﺎﻕاﻟﻔﺘﻰ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻤﺼﺮ ﺧﻠﻔﺎً ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺆﺍﺩ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﻗﺪ
ﺃﺻﻠﺢ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻷﺏ ﻳﺮﺳﻞ ﺟﻨﻴﻬﻴﻦ ﺷﻬﺮﻳﺎً ﻹﺑﻨﻪ .
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻳﺔ ﻭﺟﺪ ﺭﻫﻄﺎً ﻣﻦ (ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ) ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ:
ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻯ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ، ﺧﺎﻃﺮ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ، ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺭﻧﺎﺅﻃﻰ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻣﺪﺛﺮ، ﺻﻼﺡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻫﺎﺷﻢ، ﻋﻘﻴﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻘﻴﻞ، ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﺎﺑﺪﻭﻥ، ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ ﺷﺒﻴﻜﺔ.

ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺗﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻓﺆﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺑﻤﺼﺮ ، ﻭﺁﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻟﺸﻌﻮﺭﻩ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻫﻰ ﺍلتي ﺗﺆﻫﻠﻪ ﺑﺪﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﻭﻟﻰ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ، ﻭﻛﺎﻥ رﺃﻳﻪ ﺻﺎﺋﺒﺎً ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺷﺠﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻊ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ ﻫﻮﺱ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻭﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﺼﺮﻭﻑ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﻴﻦ .

ﻫﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻹﻳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺇﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﺴﻜﻦ ﺳﻮﻯ مكان متواضع ﻓﻰ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻤﻘﻄﻢ ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑسياج هكذا ، ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺒﻀﻌﺔ ﺷﻬﻮر ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ
ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﻭﺍﻇﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﺻﻮﺏ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻷﺯﺑﻜﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﺪ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ( ﻗﺪﺭﺓ ﻓﻮﻝ) ﻭﺻﻔﻴﺤﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺀ
ﻟﻐﺴﻞ ﺍﻷﻭﺍﻧﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺎﺵ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻛﻴﻼﻧﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ، ﻓﻠﻤﺢ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻯ وعرض ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻰ ﻣﺴﻚ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ لاشئ ومشاركته الميز .
ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻰ ﺭﺣﻠﺔ ﻛﻔﺎﺣﻪ اﻟﺸﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻮﻗﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﻧﺎﻝ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻰ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺒﻬﻠﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﺴﻠﻢ ﺭﺧﺼﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻛﻄﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1945.
ﻭﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﺇﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺯي ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻷﻧﻴﻖ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ
ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻭﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻯ
ﺃﻳﻀﺎً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺒﺪ ﺍلحي ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺎﻣﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻚ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ .
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1946 ﻫﺒﻂ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺪﺭي ﺇﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺑﺪﺭي ﺑﻄﺎﺋﺮﺗﻪ ﻓﻰ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﺄﻭﻝ ﻃﻴﺎﺭﺳﻮﺩﺍﻧﻰ ، ﻣﺤﻘﻘﺎً ﺣُﻠﻤﺎً ﺭﺍﻡ ﺍﻟﺜﺮﻳﺎ ﻓﻨﺎﻟﻬﺎ.
ﻭﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣُﻠﻢ .

مصادر
——–
ملخص لمذكرات موسي بدري في كتابه مذكرات اول طيار سوداني

Related posts

تاجوج والمحلق

الموسيقار السوداني عبدالرحمن عبدالله

البروفيسور سليمان صالح فضيل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...