هل يمكن أن يأتي يوماً ويستفيد السودان من موارده الغنية التي يراها ويعرفها الجميع؟
كيف لا ومنذ أن كنا طلاب في المدارس يُحكي لنا أن السودان في يوما ما سيكون سلة غذاء العالم ونحن نحلم أن يأتي هذا الزمان لنتفاخر به ونتباهي بما نملكه من موارد متنوعة ووفيرة متمثلة في المورد الزراعي الهائل وبكل انواعها مطرية كانت أو بالري، وكذلك الثروة الحيوانية المهولة من ضان وابقار وإبل، غير المعادن وخصوصا الذهب الذي أصبح باب رزق لكل من صعبت عليه المعيشة، و يتم عبر التعدين العشوائي الذي يمارسه المواطنين في شتي أنحاء البلاد وبالطرق البسيطة؛ منهم من أصبح غنياً… ومنهم من لقى حتفه تحت أكوام التراب! ومنهم من رجع خائب الرجاء.
لكن كيف كان سيكون الحال إذا كان هذا التعدين بطريقة حديثة وتملكه شركات ومصانع ضخمة تتبع للحكومة؟ هنا نقصد حكومة راشدة سليمة الفكر والمنهج همها المواطن وليس المصالح الخاصة التي دمرت الوطن، لهذا كان الأفضل أن يكون التعدين بالشكل التقني الحديث بأستخدام مواد ليست ضارة الأنسان والبيئة مثل ( الزئبق) ومواد أخرى كثيرة ضارة وأستخدام المواد ~المتبعة خارجياً~ في كثيرٍ من الدول الغنية بالذهب والمعادن، ولكن هذا الذهب الذي يهرب بالخارج من أشخاص وشركات تتبع للنظام السابق وأخرون كفيل أن يحسن حال هذا البلد مؤقتا؛ ومن شأنه أيضاً تخفيض سعر الدولار الذي وصل مع بالغ الأسف إلى 150ج. وهو السبب الرئيسي في غلاء المعيشة، والأسعار الفلكية للعقارات.
هنالك حلول كثيرة يمكن أن تعمل بها الحكومة الانتقالية الحالية وتسعف حال هذا البلد. منها: يمكن أن تصدر قرار تنفيذي للبنك المركزي بأن يقوم بشراء الذهب من كل التجار والشركات وبالسعر العالمي بهذا تكون الحكومة قد (ضربت عصفورين بحجر) أولا: أنتهت من عملية التهريب التي أنهكت كاحل الوطن، وثانيا: تكون قد أمتلكت هذه الكميات التي تهرب خارج البلاد وبهذه الكميات الكبيرة والتي أصبحت أحتياطي يمكن للحكومة أن تأخذ قروض أستثمارية كبيرة ضمانها هذا الاحتياطي من الذهب تحِل بها مشاكل الوقود وإرتفاع سعر الدولار وأشياء أخري كثيرة، هذا جزء بسيط يمكن أن تقوم به هذه الحكومة ناهيك من إستجلاب شركات ضخمة للتعدين وإستخراج كميات أضعاف المستخرج حاليا من الذهب. وبالامكان أن يصبح الذهب موردا أساسيا لا تحتاج لمورد آخر نهائياً.
هذا ما أردنا توضيحه بصورة مبسطة في هذه المساحة عن الذهب فقط ونتحدث لاحقا عن الزراعة والثروة الحيوانية وموارد أخرى؛ و معاً نرتقي.