بعد سقوط مروي على يد عيزانا ملك اكسوم و اعتناق مملكة كوش للمسيحية ، قامت ثلاث ممالك نوبية خلال الستة قرون الأولى بعد الميلاد،هي مملكة المقرة ونوباتيا وعلوة.
لكن سرعان ما توحدت نوباتيا و المقرة لتكوّنا مملكة واحدة هي المقرة . ما بين 612 – 640 بعد الميلاد توحدت القبائل العربية بحكم الإسلام ، ومثلوا قوة عسكرية وسياسية سريعة التوسع في المنطقة. وبعد الفتح الإسلامي لمصر على أيدي عمرو بن العاص كان من البديهي أن يقوم المسلمون بمحاولة تأمين الحدود الغربية والجنوبية، فأرسل عقبة بن نافع الفهري القرشي لفتح بلاد النوبة و بذلك إلتقى جيش مملكة المقرة مع جيش المسلمين قرب دنقلا في شمال السودان حاليًا.
في صيف عام 642 ميلادية: إلتقى جيش عقبة بن نافع بجيش النوبيين إلا أن النوبيين سرعان ما أحبطوا مناورات العرب؛ لِما تمتعوا به من مهارات متقدمة في الرماية ، التي أدَّت إلى إصابة الكثير من الجنود العرب بالعمى أو فقدان أعينهم ، وتفوُّق فرسانهم كذلك. وفي اعتراف نادر ، ولو كان جزئيًّا بالهزيمة، كتب عقبة إلى عمرو بن العاص يطلب منه الإذن برجوع القوات على الرغم من عدم إخضاع النوبيين بعد. برَّر عقبة طلبه بزعم أن النوبيين لا يمكن دحرهم، وهم يرفضون المواجهة وخوض قتال في أي معارك منظمة، وأضاف عقبة – ربما في محاولة لتخفيف وقع الأنباء السيئة – أن البلاد لا تحوي أي غنائم تستحق الاستيلاء عليها.
يقول البلاذري: أن جيش المسلمين تكون من 20 ألف جنديًا أغلبهم من الفرسان بينما كان جيش النوبيين يتكون من 2000 فقط كلهم من الرماة ، و يقول أشرف شاهد أن المعركة لم تكن معركة بمفهومها الواضح إنما كانت كر و فر من قبل جيش النوبيين الذين تميزوا بدقة بالغة في التصويب بالسهام والنبال .فكانوا يظهرون ويضربون جيش المسلمين ثم يختفون تاركين وراءهم الكثير من الشهداء المسلمين. وقد فقد الكثير من المسلمين أعينهم في تلك المعركة حتى ترجح المصادر أن 250 مسلماً قد فقدوا أعينهم فيها.
و كانت هذه هي الهزيمة الأولى للمسلمين أمام النوبيين الذي قاموا بعدها مباشرة بتشديد حراسة حدودهم الشمالية لما علموا بنية المسلمين بتكرار الهجوم و التوغل جنوباً.
1 تعليق