تقع مدينة بوهين جنوب حلفا على بعد 13ميل بالضفة الغربية لنهر النيل وعلي بعد 520كلم جنوب عكشة. وبوهين مدينة تحفها الحصون والقلاع ،قام ملوك الأسرة السابعة بتشييد قلعة بوهين لحماية الحدود الجنوبية لدولتهم، ويضم هذا الحصن معبدين من الحجر الرملي أهمها المعبد العظيم الذي بني في عهد الملكة حتشبسوت و الذي نقل إلى الخرطوم وأعيد تشييده في حديقة متحف السودان القومي.
قامت الملكة حتشبسوت( 3741-8541 ق.م)ببناء المعبد داخل أسوار حصن بوهين وذلك لممارسة الشعائر الدينية لنصب الإله حورس وهو (تمثال لرجل برأس باز).
تم تشييد المعبد على الجانب الشرقي من الحصن وهو يتكون من جدار خارجي مبني من طوب اللبن احتل مساحة بلغت أطوالها حوالي 13،5/32،8 متراً ويحيط الجدار الخارجي بالمعبد .ويتكون المعبد من بهو يحيط بالمعبد الداخلى المكون من خمس غرف مستطيلة الشكل .تؤدي الردهة المستعرضة والتي كانت تقام بها حفلات التتويج إلى الغرفة المركزية والتي تتكون من ثلاث غرف .كانت هذه الغرف وغرفة القارب المقدس هما مكاني حفظ القارب المقدس، يؤدي الباب اﻵخر بالردهة المستعرضة إلى الغرفة الشمالية التي احتوت في جانبها اﻵخر على حجيرة صغيرة مرتفعة عن الأرض ربما كانت تستخدم في أغراض التخزين.تؤدي غرفة القارب إلى الغرفة الجنوبية والتي تؤدي بدورها إلى قدس الأقداس والذي كانت تقام فيه الشعائر الدينية المقدسة.
وكان هذا المعبد قد شيد على أنقاض معبد آخر من عصر المملكة المصرية الوسطى. بدأ العمل فيه تحتمس الثاني حوالي (2941-9741 ق.م) قامت الملكة حتشبسوت بإكمال بناء المعبد وتوضح اللوحات الجدارية بالمعبد الملكة حتشبسوت وشريكها في الحكم تحتمس الثالث وهما يقومان بتكريس المعبد في حفل خاص .
قام تحتمس الثالث بمحو كل مايشير إلى الملكة حتشبسوت وتحتمس الأول والثاني من اللوحات الجدارية والنقوش بالمعبد بعد استيلائه على السلطة حوالي سنة 541ق.م واستبدلها باللوحات والنقوش الخاصة به.
كما قام أيضاً بتوسيع المعبد مضيفاً إليه الردهة الأمامية والتي قام بنصب مسلة بها تشير إلى الانتصارات التي حققها على ليبيا وسوريا.
وعلى الرغم من أن العديد من المسلات والتي عثر عليها بالردهة الأمامية للمعبد كانت قد أقيمت كنصب تذكارية لحكام كوش في عصر لاحق؛ إلا أن التغيير النهائي يعود إلى عصر الأسرة الخامسة والعشرين، وعلى الأرجح أنها تمت في عهد تهارقا( 96-466 ق.م) حيث قام بإضافة مبنى صغير إلى الواجهة كما قام أيضاً بتوسيع المداخل الرئيسية .
إستمر إستخدام المبنى حتى أوائل العصر المسيحي حوالي 54م وفي فترة ﻻحقة تم دمج الجدار الشمالي لسور المعبد في بناء كنيسة .
وفي 8 نوفمبر 1959وفي تضحية نادرة قل ماعرف مثلها بين الأمم قبلت الحكومة السودانية إغراق مدينة حلفا في بحيرة السد العالي، لتتمكن الحكومة المصرية من تشييده.
وبناء على ذلك تم نقل معبد بوهين ومعبدي سمنة شرق وغرب وكاتدرائية فرس إلى متحف السودان القومي .وأعيد تركيب معبد بوهين حول حوض مائي يمثل نهر النيل حتى يبدو كانه في موقعه الأصلي .
1 تعليق
كان عمل بجهد واسع