بدون أدنى شك فإن الصحة العامة والسلامة من أهم متطلبات حياة الإنسان في كل الأمكنة والأزمنة، ولأجل ذلك فإن الدراسات والأبحاث البيولوجية وكل تلك التي تتعلق بالصحة في إستمرار ولا تكاد تنفك عن التزايد، فقط للحصول على أفضل السبل والوسائل لتحسين الصحة وتقليل الأمراض والأضرار الصحية. حسناً؛ فإن من كُبرى المؤسسات المسؤولة عن إجراء وتبنّي البحوث الصحية في العالم هي معاهد الصحة الوطنية (National Institutes Of Health) والتي سنلتمس الحديث عنها بإيجاز في هذا المقال .
معاهد الصحة الوطنية (National Institutes of Health): هي الوكالة الرئيسية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة عن البحوث المتعلقة بالطب الحيوي
تُجرِي معاهد الصحة الوطنية أبحاثها العلمية الخاصة من خلال برنامج البحوث الداخلي (IRP) وتوفر تمويلاً كبيراً للبحوث الطبية الحيوية التي تجريها المنشآت غير التابعة لها من خلال برنامج البحوث الخارجي.
تتمثل الأهداف الأساسية لمعاهد الصحة الوطنية فيما يلي :
◈ تبنّي وتعزيز الاكتشافات الإبداعية الأساسية واستراتيجيات البحث المبتكرة وتطبيقها كأساس لحماية وتحسين الصحة.
◈ تطوير وصيانة وتجديد الموارد البشرية والمادية العلمية التي تضمن قدرة الأمة على الوقاية من الأمراض .
◈ توسيع قاعدة المعرفة في العلوم الطبية والعلوم المرتبطة بها من أجل تعزيز الرفاهية الإقتصادية للأمة وضمان إستمرار العائد المرتفع على الإستثمار العام في البحث .
◈ تمثيل وتعزيز أعلى مستوى من النزاهة العلمية والمساءلة العامة والمسؤولية الإجتماعية في تسيير العلوم.
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، توفر NIH القيادة والتوجيه للبرامج المصممة لتحسين الصحة العامة من خلال إجراء ودعم البحوث المتعلقة بـ:
• أسباب وتشخيص الأمراض والوقاية منها وطرق علاجها.
• آليات نمو وتطور الإنسان.
• الآثار الحيوية لملوثات البيئة.
• فهم الإختلالات الجسدية والعقلية والإدمان.
• توجيه برامج لجمع ونشر وتبادل المعلومات في الطب والصحة ، بما في ذلك تطوير ودعم المكتبات الطبية وتدريب أُمناء المكتبات الطبية وغيرهم من المتخصصين في المعلومات الصحية.
الـ(NIH) مسؤولة عن تحقيق العديد من الإنجازات العلمية، على سبيل المثال إكتشاف الفلورايد الذي يقي من تسوس الأسنان، وإستخدام الليثيوم لعلاج إضطراب ثنائي القطب، وتصنيع لقاحات ضد فيروس إلتهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ، كما تُجرى بالتأكيد العديد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد ومرض الكوفيد 19 (Covid-19 ).
إحتلت معاهد الصحة الوطنية المرتبة الثانية في العالم في مجال العلوم الطبية الحيوية عام 2019 حسب مؤشر نيتشر، الذي ضم أكبر المساهمين في الأوراق البحثية المنشورة في فروع المجلات الرائدة بين عامي 2015 و2018.
ختاماً عزيزي القارئ أتمنى أن يكون موضوعاً مفيداً ومبسطاً عن مؤسسة ضخمة ك(NIH) بإعتبارها جزء من مجموعة مؤسسات صحية أخرى تسعى كذلك في تحسين الصحة العامة ليحظى الإنسان بحياة آمنة وقليلة الأمراض و خالية من المخاطر الصحية.
1 تعليق